قليل من الموضوعية…
تسيل الأحداث التي تشهدها الساحة الوطنية مؤخرا الكثير من الحبر، وتثير العديد من التساؤلات، كما تستدعي الاستيفاق وعدم الانسياق مع الأحداث المريبة، مباشرة بعد تنصيب الحكومة الجديدة، تعالت عدة أصوات ودعوات للاحتجاج و تفعيل المقاطعة ووو، جراء إاتفاع الأسعار وجدل قانونية جواز التلقيح. نعم هناك إرتفاع الأسعار لكن حدة وسرعة هذا التهجم، وإصدار حكم قياسي على فشل الحكومة مع تأجيج الاحتجاج، يثير الشك في النوايا. أكيد هناك من يريد إضعاف وإفشال هذه الحكومة في مهدها (معارضو أخنوش وحكومته…)، وهناك من يريد تصريف مخلفات الحكومة السابقة على الحالية، للتنصل من المسؤولية وإسقاط التراكمات الأليمة على الطرف الآخر. وهناك من ينتعش من إثارة البلبلة في المجتمع للتغطية على فشله وإدعاء النضال والنضال منهم بريء، لكن الخطير هو منح الفرصة لأعداء الوطن والمتربصين بالوحدة الترابية لاستغلال هذه الأحداث واقتناص الفرص لتأجيل الاحتجاجات للنيل من الوطن، المؤسف هناك من ينساق مع القافلة دون تريث وإعمال العقل ودراسة الحيثيات. وذلك راجع بالأساس لضعف التواصل الحكومي الذي يضفي الضبابية على الأحداث ويخلق التضارب في الآراء والمواقف وحالة من الإرتباك، على الحكومة الاستيفاق لتقوية الجانب التواصلي للإجابة على تساؤلات المغاربة الكثيرة والاستجابة لمطالبهم الملحة، وتعزيز الثقة بين المؤسسة الحكومية و المواطنين.
لنتحلى قليلا بالموضوعية ونمنح الوقت الكافي للحكومة للاشتغال وترتيب بيتها الداخلي وتحديد أولوياتها، فإرث الحكومتين السابقتين ثقيل وثقيل جدا، 10 سنوات عجاف ليس بالأمر الهين، من غير المنطقي أن نصدر الأحكام بالفشل و تبخر الآمال المعقودة في أيام معدودات من عمر الحكومة، فلننتظر ونرى آنذاك إن تنصلت من التزاماتها الموعودة والمعهودة وخذلت المواطن سنكون من المنددين والمنتقدين لها، ولن نصمت، لأننا من المساهمين في تنزيل توصيات 100 يوم 100 مدينة “الحسيمة مثالا”، والتي كانت بمثابة خارطة طريق برنامجها الانتخابي عبر الإنصات للمواطن، فالأمل مازال قائما ومعقودا على هذه الحكومة، للتخفيف ولو قليلا من الآثار السلبية للحكومتين السابقتين، اللحظة تستدعي رص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة جميع التحديات المستقبلية الخارجية والداخلية.