في تقريرها حول مؤشر الأداء في مجال تقديم الخدمات العامة (PSDI) في إفريقيا، أشادت البنك الإفريقي للتنمية (BAD) بتقدم المغرب الكبير في مجال توفير الخدمات العامة، مشيرة إلى أن المملكة حققت نتائج متفوقة مقارنةً بمتوسطات شمال إفريقيا و القارة بشكل عام.
المغرب يتفوق في مؤشر الأداء
وفقًا للتقرير، بلغ مؤشر الأداء العام للمغرب 55.39، متجاوزًا المتوسط الإقليمي لشمال إفريقيا البالغ 50.55، و المتوسط القاري الذي يبلغ 45.39.
و قد أظهرت المملكة أداءً متميزًا في جميع الأبعاد الخمسة للمؤشر، حيث سجلت أعلى درجة في بُعد الإندماج الإجتماعي و الإقتصادي بـ 63.30، تليها الصناعة بـ 57.5، ثم الإندماج الإقليمي بـ 50.95، و الطاقة و الكهرباء بـ 55.87، و أخيرًا السيادة الغذائية بـ 49.56.
أحد أبرز الإنجازات التي سلط عليها التقرير الضوء هو التوسع الكبير في شبكة الكهرباء.فمن خلال البرنامج الوطني الشامل للكهرباء في المناطق الريفية، إرتفع معدل الوصول إلى الكهرباء من 18% في منتصف التسعينيات إلى 98% حاليًا، مما يبرز إلتزام المغرب بتوفير الطاقة لجميع المواطنين.
و قد ساهم هذا التوسع في تحسين جودة الحياة في المناطق الريفية، حيث أصبح بإمكان الأسر الإستفادة من الكهرباء في أنشطتها اليومية، مما أدى إلى تعزيز التنمية الإقتصادية و الإجتماعية في هذه المناطق.
إلتزام بالطاقات المتجددة
في إطار سعيها لتحقيق الإستقلالية الطاقية، تبنت المملكة إستراتيجية طموحة لتعزيز الطاقات المتجددة.فقد إرتفعت قدرة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إلى 96% من إجمالي الطلب المحلي، مع زيادة ملحوظة في القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية و الرياح.
و يُعتبر مجمع نور للطاقة الشمسية في ورزازات من أبرز المشاريع في هذا المجال، حيث يُعد من أكبر المجمعات الشمسية في العالم، و يُسهم بشكل كبير في تزويد المملكة بالطاقة النظيفة.
المغرب نموذج يحتذى به
أشاد التقرير بتجربة المغرب في مجال التحول الطاقي، معتبرًا إياها نموذجًا يُحتذى به على مستوى القارة الإفريقية.و قد أشار إلى أن المملكة إستطاعت تحقيق تقدم ملحوظ في مجال الطاقة المتجددة، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التحديات البيئية و الإقتصادية.
و في الختام، يُظهر تقرير البنك الإفريقي للتنمية أن المغرب قد حقق تقدمًا كبيرًا في مجال تقديم الخدمات العامة، خاصة في قطاع الكهرباء، مما يُسهم في تعزيز التنمية المستدامة و الشاملة في المملكة.