يعود الملعب الشرفي بمكناس إلى الواجهة في حلته الجديدة، ليصبح مصدر فخر لجماهير العاصمة الإسماعيلية. هذا الصرح الرياضي العريق، الذي لا يعد مجرد ملعب لمزاولة كرة القدم، بل رمزًا تاريخيًا نقش اسمه بمداد من ذهب في ذاكرة الكرة الوطنية، شهد مؤخرًا افتتاحًا أعاد إليه الحياة بعد سنوات طويلة من الترقب.
رمزية الملعب الشرفي
افتتح الملعب الشرفي عام 1962، ومنذ ذلك الحين، كان شاهدًا على أمجاد وإخفاقات الكرة المكناسية. على أرضيته، أبدع نجوم بارزون مثل حمادي حميدوش، عبد الجليل هدا “كماتشو”، ومصطفى بيدان، ممن صنعوا أمجاد النادي المكناسي وأسهموا في شهرته محليًا ودوليًا.
رغم فترات التراجع التي مر بها الفريق المكناسي، بما فيها النزول إلى القسم الوطني الثاني وقسم الهواة، استطاع النادي أن ينهض مجددًا ليعود إلى مصاف فرق الصفوة، مستفيدًا من الدعم الجماهيري والتاريخ العريق الذي يحمله هذا الملعب.
إعادة الانبعاث في ظل دينامية جديدة
في إطار جهود تطوير البنيات التحتية الرياضية بالمغرب، شهد الملعب الشرفي تحديثات شاملة جعلته إحدى أفضل المنشآت الرياضية في البلاد. فقد تم تزويده بأرضية عشب طبيعي، مقاعد حديثة، شاشة عملاقة، ومساحات مخصصة للإعلاميين، إضافة إلى أنظمة إضاءة وصوت ومراقبة متطورة.
وأكد رئيس النادي المكناسي، عز الدين اليعقوبي، أن الملعب الشرفي أصبح اليوم جاهزًا لاستضافة مباريات محلية ودولية بفضل التحديثات التي تتماشى مع معايير الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الإفريقي.
عشق الجماهير ورمزيتها
المباراة الأخيرة بين النادي المكناسي وشباب المحمدية، ضمن الجولة 12 من البطولة الاحترافية “إنوي”، جسدت عشق الجماهير المكناسية لهذا الصرح الرياضي. الحضور الجماهيري الكبير أكد تعلق أهل مكناس بملعبهم، الذي كان محرومًا من احتضان مباريات الفريق لفترة طويلة.
الكاتب العام للنادي، حاتم بنعبد الكريم، أشار إلى الجهود المبذولة للحفاظ على الملعب، بما في ذلك التواصل مع جماهير (ألتراس) النادي المكناسي لتعزيز الوعي بأهمية حماية هذه الجوهرة التاريخية.
الماضي والحاضر يلتقيان في الشرفي
منذ افتتاحه وحتى اليوم، شكل الملعب الشرفي مسرحًا لأحداث لا تنسى، أبرزها موسم 1994-1995، حينما توج الفريق المكناسي بلقبه الوحيد في البطولة الوطنية. واليوم، ومع تجديده، يأمل المكناسيون أن يكون الملعب الشرفي نقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا لناديهم المفضل.
الملعب الشرفي بمكناس ليس مجرد منشأة رياضية، بل هو ذاكرة حية وروح نابضة لكرة القدم المغربية، ومنارة للأمل لجماهير العاصمة الإسماعيلية المتعطشة للانتصارات.