الندوة الدولية حول الحق في الخبر في الزمن الرقمي..تفكير جماعي إفريقي في مواجهة زحف التضليل

الندوة الدولية حول الحق في الخبر في الزمن الرقمي..تفكير جماعي إفريقي في مواجهة زحف

في زمن يتسارع فيه تدفق المعلومات وتتوسع فيه المنصات الرقمية بشكل غير مسبوق، افتُتحت اليوم الخميس بمدينة سلا أشغال الندوة الدولية حول الحق في الخبر في الزمن الرقمي. بحضور مسؤولين وخبراء من القارة الإفريقية.

ويأتي هذا الحدث الذي تنظمه الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بشراكة مع شبكة الهيئات الإفريقية لتقنين الاتصال. حيث يهدف إلى تعزيز تفكير جماعي يواجه تحديات التضليل الإعلامي. ويستشرف مستقبل الحق في المعلومة داخل القارة.

الحق في الخبر بين التحديات الرقمية وتضخم مصادر التضليل

وأكدت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لطيفة أخرباش، في كلمتها الافتتاحية، أن المنظومة الإعلامية العالمية أصبحت تتحكم فيها قوى كبرى ومنصات رقمية ذات نفوذ واسع. حيث إن هذه الهيمنة الرقمية تؤدي بشكل مباشر إلى تبعية إعلامية تمس حق الشعوب في الولوج إلى الخبر الموثوق والآمن.

وأضافت أن ضمان الحق في الخبر ورش لم يكتمل بعد، بل يشهد تطوراً مستمراً يتأثر بتصاعد التضليل الإعلامي الذي بات اليوم يتمدد في كل أنحاء العالم. وتجدر الإشارة إلى أن تعزيز هذا الحق يقتضي يقظة جماعية دائمة، لضمان ترسيخ مجتمع المعرفة والحريات

المغرب ودوره في تعزيز السيادة الإعلامية الإفريقية

وشددت السيدة أخرباش على أن المغرب، بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اختار الانخراط بقوة في تعزيز السيادة الإعلامية والرقمية داخل إفريقيا. ناهيك عن دعمه المتواصل لمختلف المبادرات الهادفة إلى حماية الحق في الخبر ومواجهة الأكاذيب الرقمية.

وقالت إن التفكير داخل شبكة الهيئات الإفريقية حول الحق في المعلومة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الإفريقية. وأن يتحول إلى آليات عملية تساهم في تطوير المشهد الإعلامي والديمقراطي بالقارة.

التضليل الرقمي… تهديد متصاعد للقارة الإفريقية

من جهته، أوضح رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بكوت ديفوار، روني بورغوان، أن انعقاد هذا المؤتمر يندرج في إطار استمرار دعم الهيئة المغربية لعمل شبكة الهيئات الإفريقية.

وقال إن التنامي السريع لشبكات التواصل الاجتماعي وانتشار الأخبار الزائفة خلقا أزمة ثقة عميقة داخل المجتمعات الإفريقية. وإلى ذلك بات من الضروري اعتماد تفكير جماعي وتنسيق دائم بين الهيئات من أجل حماية الحق في الحصول على المعلومة الصحيحة.

من الرصد إلى الفعل… هيئات التقنين مطالَبة بإجراءات جريئة

وأشار السيد بورغوان إلى أن دور الهيئات لم يعد يقتصر على رصد التأثيرات السلبية للمنصات الرقمية، بل أصبح من الواجب اتخاذ إجراءات عملية للتخفيف من هذه التأثيرات أو القضاء عليها نهائياً. كما وضح أن التطور السريع للفضاء الرقمي يستدعي قواعد جديدة وفهماً أعمق لآليات الخوارزميات.

مستخدمو الإنترنت… فاعلون جدد في صناعة الخبر

أما رئيس الهيئة العليا للسمعي البصري والاتصال في بنين، إدوارد لوكو، فقد أكد أن مستخدمي الإنترنت أصبحوا اليوم فاعلين مباشرين في إنتاج المعلومة وتداولها. حيث إننا نعيش مرحلة لم يعد فيها المواطن مجرد متلقٍّ، بل أصبح مصدراً وناشراً للمحتوى في الوقت ذاته.

كما أشار إلى أن هذه الوضعية ناتجة عن قوة المنصات الرقمية وضعف البنيات التحتية والموارد البشرية والتخطيط المستقبلي في عدد من الدول الإفريقية. ويمكن القول إن هذا التحول يفرض رؤية استراتيجية جديدة تقوم على سيادة معلوماتية حقيقية.

برنامج الندوة… نحو رؤية مشتركة للحق في الخبر

وتتضمن الندوة التي تمتد لثلاثة أيام جلسات تناقش مواضيع محورية، أبرزها:

  • منظومة الخبر في زمن المنصات الرقمية
  • تحديات ومتطلبات التحول الرقمي للإعلام التقليدي
  • نحو سيادة إعلامية إفريقية

كما تهدف جلسات هذه الندوة الدولية إلى تعميق التفكير داخل شبكة الهيئات الإفريقية حول حماية حقوق المواطنين مستخدمي وسائل الإعلام. مع تشجيع تبادل التجارب والخبرات في مجال التقنين الرقمي داخل القارة.

إعلان مشترك في زمن الخوارزميات

وستختتم الندوة الدولية بإصدار إعلان مشترك بين هيئات التقنين الإفريقية حول الحق في الخبر الموثوق في عصر الخوارزميات. في خطوة تؤسس لرؤية مستقبلية مشتركة تضمن حماية المواطن وتعزّز الثقة في الفضاء الإعلامي الرقمي.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.