نعت الهيئة الدولية للمسرح، منذ قليل من اليوم الإثنين 04 يوليوز الجاري، الكاتب والمخرج المسرحي العالمي الكبير بيتر بروك الذي غيبه الموت مساء أمس. تاركاً خلفه إرثاً أدبياً ومسرحياً وإنسانياً عظيماً.
وسبق للراحل أن حظي بآخر تكريم عربي له، في إمارة الفجيرة. ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما عام 2012. حيث كرمه عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، الشيخ حمد بن محمد الشرقي، كونه الشخصية الدولية لتلك الدورة.
وتقدم المهندس محمد الأفخم، رئيس الهيئة الدولية للمسرح، بخالص العزاء لعائلته ولطلابه وعشاق مسرحه في كل أنحاء العالم. لافتًا بأن الراحل يعد مدرسة مسرحية قيمة. حيث أنه من القلة الذين حظوا بلقب المعلم المسرحي.، نظراً لما أثرى به المكتبة المسرحية، بالعديد من المؤلفات، إضافة لإخراجه العديد من الأعمال المسرحية الفذة، وكتابته لعدد من سيناريوهات الأفلام السينمائية.
وأشار الأفخم، إلى الجانب الشمولي الفني في شخصية بروك. والذي جعله أحد أبرز المفكرين والمؤثرين في الوسط الثقافي في العالم. مؤكداً أن غياب بيتر بروك يعد خسارة قاسية لكل من عرفه أو تتلمذ على يديه.
سيرة بروك
وولد أسطورة الإخراج المسرحي في 21 مارس 1925 بمدينة تشيسوك، لندن. ودرس بأكسفورد، ومارس التمثيل والإخراج مبكرا وهو في العشرين من عمره، فاشتغل كثيرا على مسرحيات شكسبير. وزار عددا كبيرا من دول العالم للبحث عن أصول الفرجة الدرامية وطقوسها الأنتروبولوجية كدول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وذاعت شهرته في أرجاء العالم، واستدعته منظمة اليونسكو لتشيد له معملاً مسرحيا بباريس يطبق فيه نظرياته المسرحية. وينجز فيه عروضه الدراماتورجية في السبعينيات من القرن العشرين.
وكون بيتر بروك معه: “صفا من المساعدين، وعمل مع الكثيرين من المخرجين. وفي 1968م قاد التجربة المعملية الأولى لمسرح الأمم بباريس مع فكتور جارثيا وجوتشايكين رائد المسرح المفتوح وجوفري ريفز”.
كما خاض بيتر بروك تجارب جديدة في أعمال شكسبير على أساس أعمال ماييرخولد المخرج السوفياتي الذائع الصيت. وأنجز مابين 1955 و1965م مجموعة من العروض المسرحية المتميزة مثل: “نحن والولايات المتحدة”، و”تيتوس أندرينيكوس” و”دقة بدق”، و”العاصفة”، و”الملك لير”. كما أنجز “حلم ليلة صيف”، و”ماراصاد”، و”أوديب”، و”ندوة العصافير”، و”أورجاست” ذات المصدر الفارسي، و”الأيك” ذات المصدر الأفريقي، و”اجتماع الطير” ذات المصدر الفارسي، و”المهابهارت” ذات المصدر الهندي.