قال وزير التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة، شكيب بنموسى، اليوم الجمعة بالرباط، أن الموسم الدراسي الجديد سيعرف الشروع في توسيع نموذج “مؤسسات الريادة” و إعطاء انطلاقة نموذج “إعداديات الريادة”، وفق مقاربة تنبني على الأثر المحقق من خلال الممارسات الصفية و نتائج التلميذات و التلاميذ.
و أبرز الوزير بنموسى، خلال ندوة صحفية خصصت لتقديم معطيات و مستجدات الدخول المدرسي 2025/2024، أن إطلاق نموذج “إعداديات الريادة” يروم تعزيز نجاح و إستقلالية المتعلمين من خلال التحكم في الكفايات العرضانية، مما سيساهم في الحد من الهدر المدرسي.
و على المستوى البيداغوجي، أكد الوزير أن نموذج “إعداديات الريادة” يرتكز على نفس المكونات المعتمدة في “مدارس الريادة” بالسلك الإبتدائي المتعلقة بالمكون العلاجي و المكون الوقائي و المكون الخاص بالتقييم.
و أضاف أن هذا النموذج يهدف كذلك إلى تطوير مجموعة من الكفايات لدى التلاميذ و التلميذات للنجاح في مسارهم الدراسي و التمتع بالإستقلالية في عالم يتسم بالتحول، من خلال على الخصوص، الأنشطة الموازية و الرياضية، و المواكبة النفسية و الإجتماعية.
من جهة أخرى، أبرز الوزير بنموسى أن الدخول المدرسي الحالي يروم تطوير العرض المدرسي من أجل توفير مقعد دراسي لكل تلميذ بالتعليم العمومي، و التقليص من الإكتظاظ بالفصول الدراسية، و من الأقسام المشتركة التي تضم أربعة مستويات فما فوق.
و أشار في هذا الصدد، إلى الزيادة الملحوظة في العدد المتوقع من التلاميذ في التعليم العمومي والخصوصي ضمن الأسلاك الثلاث، و الذي سيصل إلى 8 ملايين و 112 ألف و 592 تلميذا و تلميذة.
و سجل أنه تم تعزيز العرض المدرسي بإحداث 189 مؤسسة جديدة، 68 في المائة منها بالوسط القروي، و من بينها 10 مدارس جماعاتية، ليرتفع بذلك عدد المؤسسات التعليمية على المستوى الوطني إلى ما يناهز 12 ألف و 300 مؤسسة تعليمية، بالإضافة إلى إحداث 3492 حجرة دراسية في إطار توسيع المؤسسات التعليمية، 59 في المائة منها بالوسط القروي، و كذا 15 داخلية (100 في المائة بالعالم القروي).
و على مستوى الدعم الإجتماعي، قال الوزير بنموسى أن عدد المستفيدين من منحة الدخول المدرسي سيصل إلى 3 ملايين و 53 ألف و 360 تلميذا، و ذلك في إطار الصيغة الجديدة ل”مبادرة مليون محفظة” في سياق نظام الدعم الإجتماعي المباشر.
و أشار أيضا إلى أن الحكومة خصصت دعما ماليا للناشرين للحفاظ على أسعار الكتب المدرسية، تشجيعا للتمدرس و حفاظا على القدرة الشرائية للأسر، بنسبة 25 في المائة من السعر المخصص لبيع الكتب المدرسية الموجهة إلى المستويات التعليمية بالسلك الإبتدائي و الإعدادي و الثانوي.
كما أكد أن هناك تحضيرا جديا من أجل دخول مدرسي ناجح “بإعتماد دخول مدرسي فعلي بداية شهر شتنبر الجاري بالنسبة لجميع المؤسسات التعليمية، مع بداية متحكم فيها بالنسبة لمؤسسات الريادة”.
و في مجال التعليم الأولي، أبرز الوزير أنه زيادة على حرصها على بلوغ تعميم تعليم أولي ذي جودة يرتكز على برنامج التدبير المفوض، تعمل الحكومة على تنفيذ سياساتها التربوية من أجل مدرسة عمومية تمكن جميع الأطفال من التعلم و التفكير و الإستقلالية و النجاح.
و على مستوى السلك الإبتدائي، ترتكز الإستراتيجية الجديدة للتعلم على ثلاثة مكونات مفعلة داخل الفصول الدراسية بفضل إلتزام جميع الفاعلين الميدانيين، مع إعتماد المكون العلاجي، و المكون الوقائي، و المكون الخاص بالتقييم.
و في ما يتعلق بتدريس الأمازيغية، أشار الوزير إلى أن 40 في المائة من المؤسسات المعنية تدرس هذه اللغة، مع إدراجها عبر مراحل في التعليم الخصوصي، مضيفا أنه تم تحقيق نتائج جيدة على مستوى توسيع تدريس اللغة الإنجليزية.
و جوابا عن سؤال حول مشاركة أطر الوزارة في عملية الإحصاء العام للسكان و السكنى، أبرز الوزير بنموسى أنهم كانوا دائما يشاركون في هذه العملية الوطنية الهامة، نظرا لحضورهم الميداني و تكوينهم و كفاءاتهم، مشيرا إلى أن نحو 17 ألفا من الأطر التربوية و الإدارية تشارك في هذه العملية.
و بعدما ذكر بالشراكة القائمة بين الوزارة و المندوبية السامية للتخطيط، أكد الوزير أن مشاركة الأطر التربوية و الإدارية في هذه العملية لا تؤثر على الزمن المدرسي، لأنه يتم إعتماد حلول محلية لغياب بعض الأساتذة في أقسام محدودة.
و خلص الوزير بنموسى إلى أن ما يشجع على المضي قدما في إصلاح المنظومة التربوية هو الأثر الملموس على التلاميذ، و الإنخراط الكبير للأطر التربوية و الإدارية، خاصة أنه تم إعداد و تنزيل هذا الإصلاح بشراكة مع الأطراف المعنية.