تستعد الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية لاستئناف مفاوضاتهما التجارية، اليوم الإثنين، في العاصمة البريطانية لندن، في خطوة جديدة تهدف إلى تخفيف حدة التوترات المتصاعدة بين القوتين الاقتصاديتين، وتركز بشكل خاص على قضية المعادن الأرضية النادرة والتكنولوجيا المتقدمة.
ويأتي هذا التطور بعد مكالمة هاتفية وصفت بـ”الإيجابية” جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي. ووفقًا لتقارير نقلتها وكالة “رويترز”، أعرب ترامب عن تفاؤله بنتائج الاجتماع المرتقب، مشيرًا إلى أن الاتصال الأخير بينه وبين شي أسفر عن “تفاهم مبدئي” لاستئناف تدفق المعادن الحيوية بين البلدين.
وقال الرئيس الأمريكي إن الاجتماع في لندن “قد يكون جيدًا للغاية”، في إشارة إلى إمكانية تحقيق اختراق في الملفات العالقة، لا سيما ما يتعلق بإمدادات المعادن الأساسية المستخدمة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، مثل الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية.
وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة الصينية، يوم السبت، أنها وافقت على بعض طلبات تصدير المعادن الأرضية النادرة، لكنها لم تكشف بعد عن الدول أو القطاعات التي ستستفيد من هذه الخطوة، ما يزيد من حالة الترقب بشأن نتائج محادثات لندن.
من جانبه، أكد كيفن هاسيت، رئيس المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، خلال مقابلة مع شبكة “سي بي إس” الأمريكية يوم الأحد، أن واشنطن تسعى لإعادة الأمور إلى نصابها، مشددًا على ضرورة استئناف تدفق المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات الحيوية لصناعة الإلكترونيات والتكنولوجيا كما كان الوضع قبل أبريل الماضي.
وتكتسب هذه المحادثات أهمية خاصة في ظل اعتماد صناعات حساسة في الغرب، مثل أشباه الموصلات وتكنولوجيا الطاقة المتجددة، على إمدادات المعادن الأرضية النادرة التي تهيمن الصين على إنتاجها عالميًا.
يُذكر أن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين شهدت تصاعدًا في الأشهر الماضية، بعد فرض قيود متبادلة على التصدير في مجالات حيوية، مما أثار قلق الأسواق العالمية بشأن استقرار سلاسل التوريد.
ومن المتوقع أن تتابع الأوساط الاقتصادية والسياسية العالمية عن كثب مجريات مفاوضات لندن، وسط آمال بأن تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.