إنطلقت، مساء أمس الجمعة بالوليدية، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان العيطة المرساوية الذي يروم الإحتفاء بهذا التراث الفني المغربي الأصيل.
و قد إستقطب حفل إفتتاح المهرجان، المنظم من قبل مجلس جهة الدار البيضاء-سطات و وزارة الشباب و الثقافة و التواصل بتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء، جمهورا غفيرا حج إلى مكان الحفل للإحتفاء بهذا الموروث الفني المتجذر في الثقافة المغربية.
و تميزت الأمسية الفنية بتقديم عروض موسيقية إستثنائية للفنانين بوشعيب الدكالي و بوشعيب الجديدي و جيل العيطة، الذين ألهبوا حماس الجماهير و عشاق فن العيطة بأغانيهم المؤثرة و ألحانهم الآسرة، إحتفاء بالتقاليد الموسيقية التي امتدت عبر الأجيال.
و تفاعل الجمهور الحاضر من مختلف الشرائح العمرية مع الأجواء الإحتفالية، حيث برعوا في ترديد الأغاني الشهيرة لفن العيطة و أبانوا عن تشبتهم بهذا الموروث الثقافي العريق.
و بالمناسبة، أكد الحبيب لصفر المدير الفني للمهرجان، في تصريح للصحافة، على أهمية هذا الحدث الذي يروم الحفاظ و تعزيز الإهتمام بفن العيطة المرساوية، خاصة لدى فئة الشباب، مشيرا إلى أن هذه الدورة الأولى التي تحمل إسم بوشعيب البيضاوي الفنان الكبير و رمز العيطة المغربية عموما و المرساوية على وجه الخصوص، تشكل فرصة لتكريم الفنانة الشعبية الرائدة ” ضونا”.
و أضاف أن هذا الحدث الفني يعرف تنظيم يوم دراسي حول موضوع “العيطة بين الجذور القروية و الإمتدادات الحضرية”، فضلا عن مائدة مستديرة تجمع العديد من الفنانين و الخبراء لمناقشة مختلف الجوانب و التحديات المرتبطة بهذا الفن الموسيقى العريق.
و تابع أنه سيتم بالمناسبة إقامة معرض سيقدم مختلف المكونات الثقافية المرتبطة بفن العيطة من آلات و أزياء و صور و وثائق تاريخية، مشيرا إلى أن تنظيم الدورة الأولى لمهرجان العيطة المرساوية يندرج في إطار إتفاقية شراكة تهدف إلى تنويع و تطوير العرض الثقافي بالجهة، خاصة في شقه المتعلق بالتظاهرات و التنشيط الثقافي ضمن مخطط برنامج التنمية الجهوية 2022-2027.
و يتضمن المهرجان، الذي يتواصل إلى غاية 27 يوليوز الجاري بكل من الواليدية و الدارالبيضاء و سطات، برنامجا غنيا و متنوعا، يشمل سهرات فنية تحييها فنانات و فنانين و فرق فن العيطة من قبيل عبد العزيز الستاتي، و زينة الداودية، و سعيد ولد الحوات، و سعيد الصنهاجي، و عبد الله الداودي، و أولاد البوعزاوي.
كما يشمل عقد ندوات و عرض أفلام سينمائية و تنظيم معرض حول فن العيطة و أجناسها و أنماطها لتسليط الضوء على هذا التراث الموسيقي العريق، و إطلاع الشباب على هذا الفن الأصيل و فتح النقاش بين الفاعلين حول الغناء الشعبي بمشاركة رواد العيطة.
و من خلال برنامج متنوع و عروض رفيعة المستوى، يتطلع المنظمون لأن يصبح هذا المهرجان حدثا فنيا كبيرا لا يمكن تفويته من قبل عشاق الموسيقى الشعبية المغربية.