اليونسكو تشدد على الثقافة الرقمية وحماية صناع المحتوى والشباب

الحدث بريس..14 دجنبر 2025
اليونسكو تشدد على الثقافة الرقمية وحماية صناع المحتوى والشباب

دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى تمكين صناع المحتوى من الاستخدام الآمن والمسؤول للمنصات الرقمية، في ظل تصاعد التحديات المرتبطة بالتحرش الإلكتروني وخطاب الكراهية وانتشار الأخبار الزائفة.

وأكدت أدلين هولين، رئيسة وحدة الثقافة المعلوماتية ووسائل الإعلام باليونسكو، أن الشباب وصناع المحتوى باتوا فاعلين أساسيين في المشهد الإعلامي الرقمي. ما يفرض ضرورة دعمهم بالمهارات والأدوات الكفيلة بضمان تفاعل إيجابي ومسؤول مع الفضاء الرقمي.

وجاءت تصريحات هولين خلال جلسة بعنوان “فضاءات رقمية موثوقة لتعزيز تأثير الشباب في مشهد الإعلام العالمي”، ضمن فعاليات الدورة الأولى من قمة “بريدج 2025” التي احتضنتها أبوظبي ما بين 8 و10 دجنبر الجاري. بمشاركة 430 متحدثا من 45 بلدا، يمثلون مجالات الإبداع وصناعة القرار والاستثمار والتكنولوجيا والإعلام والفكر والثقافة والفنون.

وقدمت المسؤولة الأممية عرضا حول أهمية الثقافة المعلوماتية الرقمية، مبرزة دور التكنولوجيا والمجتمع والمؤسسات التعليمية والآباء في تمكين الشباب وصناع المحتوى. كما استعرضت نتائج استبيان عالمي بعنوان “خلف الشاشات”، شمل مستخدمي الإنترنت من الشباب واليافعين في 50 دولة، أظهر أن أكثر من 70 في المائة منهم تعرضوا لمضايقات أو عنف رقمي أو خطاب كراهية، في حين أن نحو 62 في المائة لا يتحققون من صحة المعلومات قبل مشاركتها.

وشددت هولين على أن مواجهة هذه التحديات تستدعي مقاربة مجتمعية شاملة، معتبرة أن المسؤولية مشتركة ولا تقتصر على المستخدمين فقط. بل تشمل أيضا المدارس والأساتذة وصناع السياسات، مؤكدة ضرورة تحمل كل طرف لدوره في بناء فضاءات رقمية آمنة.

كما أبرزت أهمية دور الآباء في مواكبة أبنائهم، مشيرة إلى أن الأطفال غالبا ما يتعرضون لمضامين رقمية خارج نطاق رقابة الأسرة، في وقت يفتقر فيه العديد من الآباء للمعرفة الكافية بالأدوات الرقمية، ما يصعب عملية التوجيه. وأوضحت أن اليونسكو تعمل على إطلاق مبادرات لدعم الآباء عبر توفير أدوات وإرشادات عملية، مع تشجيع الحوار والتواصل بدل الرقابة الصارمة.

وخلصت المتحدثة إلى التأكيد على ضرورة تكييف المبادرات الرقمية مع الخصوصيات المحلية لكل بلد، معتبرة أن اختلاف السياقات الثقافية والاجتماعية يحتم اعتماد نماذج مرنة في إعداد المواد التعليمية وحملات التوعية والأدوات الرقمية، بما يستجيب لاحتياجات كل مجتمع.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.