الحدث بريس : الصادق عمري علوي.
يوم خوف وهلع عاشه المسافرون في شهر رمضان ، البالغ عددهم 54 راكبا المتجهون من مكناس نحو الرشيدية ، إثر ركوبهم بحافلة من محطة مكناس ” سيدي سعيد ” على الساعة 1 والنصف يوم الخميس30-05- 2019 وقد دفعوا ثمن التذكرة بالمحطة ، انطلقت الحافلة على الساعة 2 التابعة لشركة ” بلاس تور ” place tours وبعد قطع الحافلة لمسافة 4 كيلومترات توقفت .. هبط سائق الحافلة لينظر ماحدث وبعده بدأ الركاب ينزلون ليكتشفوا الدخان و الماء الساخن يخرج بقوة من آلة تبريد المحرك ..
احتج المسافرون ورفضوا متابعة الحافلة للسير بل وطالبوا السائق برد ثمن التذكرة ، و مهاتفة صاحب الشركة بتبديل الحافلة أو البحث عن حل ، لكنه تمكن من طمأنتهم بكون المشكل بسيط وسيحل .. وبدأ يسكب الماء مع معاونيه ب : “غالون الراديتور” لتبريد المحرك ، ودعا الركاب للصعود ومعاونيه يرعدون ويزبدون بعد أن تقاسموا البقشيش فيما بينهم ولم يعد بإمكانهم رد ولو نصف ثمن التذكرة … بعد أخذ ورد ومشاحنات واللوم والسباب بين السائق ومعاونيه من جهة والركاب من جهة أخرى كادت أن تؤدي إلى اشتباك بالأيدي ، وتبادل للكمات .
تمكن السائق من إقناعهم بمواصلة السير مع علمه بخطورة المجازفة بأرواح المسافرين الذين كان بينهم أطفال ونساء وشيوخ وصعدوا لكن لما وصلت الحافلة إلى العقبة الموجودة بالطريق المؤدية إلى مدينة الحاجب توقفت الحافلة من جديد ..
وحضر رجال الأمن بعين المكان مقدمين النصح للسائق بتبديل الحافلة فورا الشيء الذي لم يكن بإمكان السائق لأن الحافلات الجديدة الأخرى غير متوفرة ، لأنها خرجت في خطوط أخرى !
المهم دون أن نستمر في سرد ما حدث وكيف اختار بعض الركاب أن يسمحوا في ثمن التذكرة و اختيار وسيلة نقل أخرى في هذا اليوم الأسود عفوا ليس اليوم ولكن سواد رؤية صاحب الشركة الذي سمحت له نفسه بإدخال حافلة متهالكة إلى المحطة دون إصلاحها على الأقل ،أو تبديلها بأخرى فحسب تصريحات السائق فقد مر على تقادمها 27 عاما وهي تقل المسافرين ولم يحدث معه هذا المشكل في حياته ، لكن كون الحافلة المعنية قد ركنت ( بضم الراء ) لمدة شهر بالمحطة هو السبب الرئيسي في العطب الذي حدث بها !
هذا الحادث المؤسف نموذج واضح وصريح عن مدى الاستخفاف بأرواح الناس ، لذلك نسائل وزير النقل ومعه كل شركات النقل عن الجدية في تبديل الآليات ، والمراقبة الصارمة للحافلات سعيا لإصلاح قطاع النقل وتنظيمه وتنقيته … لتقديم خدمات للمواطنين والمواطنات في المستوى المطلوب تعمل على الحفاظ على سلامتهم وراحتهم أثناء تنقلاتهم عبر الطرق لقضاء أغراضهم المختلفة في ظروف آمنة وجيدة … للحيلولة دون وقوع حوادث سير كارثية مستقبلا يكون سببها التهاون في المتابعة والمراقبة للحافلات من طرف بعض أرباب الشركات الذين ينحصر همهم في جمع الأموال على حساب مصالح الغير .
أسوء خط على الاطلاق مكناس الرشيدية