باحثون مغاربة يوظفون الذكاء الاصطناعي لدعم استكشاف الغاز الطبيعي في تندرارة – ميسور

6 مايو 2025
باحثون مغاربة يوظفون الذكاء الاصطناعي لدعم استكشاف الغاز الطبيعي في تندرارة – ميسور

في إنجاز علمي بارز يعكس التوجه المتنامي نحو الرقمنة في ميدان الطاقة، حقق فريق من الباحثين المغاربة تقدمًا ملموسًا في استكشاف الموارد الطاقية، من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل التكوينات الجيولوجية العميقة بمنطقة تندرارة – ميسور شرق المغرب، المعروفة بإمكاناتها الواعدة في مجال الغاز الطبيعي.

وقاد هذه الدراسة الدكتور يوسف البوعزاوي من جامعة محمد الأول بوجدة، بمشاركة باحثين من مؤسسات مغربية أخرى، وبدعم من شركة “ساوند إنيرجي المغرب”. وقد نُشرت نتائج البحث في مجلة Journal of African Earth Sciences، حيث سلطت الضوء على استخدام تقنيات متقدمة مثل “الشبكة العصبية متعددة الطبقات”، و”الغابة العشوائية”، و”تحليل التجمعات”، لتحليل بيانات سجلات آبار لا تتوفر على عينات لبية تقليدية.

واستند الباحثون إلى معطيات دقيقة شملت قياسات أشعة غاما، والكثافة، والموجات الصوتية، لتوقع أنواع الصخور في أعماق تصل إلى 417 مترًا. وأظهرت النتائج تفوق الشبكة العصبية بدقة بلغت 87%، متقدمة على نموذج الغابة العشوائية الذي حقق 82%، فيما كانت نتائج تحليل التجمعات محدودة بـ44%.

وتمكنت النماذج من تحديد أربعة أنواع رئيسية من الصخور ضمن تكوين “تاجي” الرسوبي، وهي: الحجر الرملي، الحجر الرملي الحصوي، الكونغلوميرا، والطين الصفحي المختلط بالغرين. كما كشفت عن تغيّرات أفقية في خصائص الصخور بين آبار متقاربة، ما يشير إلى وجود بيئات ترسيبية متقلبة كالأنهار القديمة والسهول الفيضية.

ويكتسي هذا العمل أهمية استراتيجية كونه يمثل نموذجًا واعدًا لتقليل الاعتماد على تقنيات التنقيب الميداني المكلفة، من خلال اعتماد التحليل الرقمي والذكاء الاصطناعي. كما أوصى الباحثون بتوسيع هذه المقاربة لتشمل مناطق أخرى داخل المملكة، وربطها ببيانات الزلازل لبناء نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة للبنية الجيولوجية، ما من شأنه تعزيز موقع المغرب كمنافس قوي في سوق الطاقة وتعزيز استقلاله الطاقي.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.