باريس تحتفي بخمسينية المسيرة الخضراء في أجواء صداقة مغربية فرنسية

الحدث بريس..7 نونبر 2025
باريس تحتفي بخمسينية المسيرة الخضراء في أجواء صداقة مغربية فرنسية

نظم مجلس الشيوخ الفرنسي، مساء الخميس، حفلا رسميا بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، وذلك بمبادرة من مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية وبتنسيق مع سفارة الرباط في باريس.

وجاء الاحتفاء وسط حضور دبلوماسي وسياسي يعكس رغبة الطرفين في إبراز رمزية هذا الحدث في تاريخ المغرب الحديث، وتثمين مسار العلاقات بين البلدين رغم ما شابها في السنوات الأخيرة من فتور.

وأكد رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية في مجلس الشيوخ، كريستيان كامبون، أن المسيرة الخضراء ما تزال “تجسد نموذجا للوحدة الوطنية، ومصدر إلهام لمسار التنمية الذي تشهده الأقاليم الجنوبية تحت قيادة الملك محمد السادس”، مضيفا أن تنظيم هذا الحفل في مجلس الشيوخ يندرج في إطار “مساحة للحوار والصداقة بين باريس والرباط”.

وفي الاتجاه ذاته، اعتبر محمد زيدوح، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الفرنسية بمجلس المستشارين، أن تخليد هذه الذكرى في قصر لوكسمبورغ “ليس مجرد احتفال رمزي، بل اعتراف بعمق الحدث في الذاكرة المغربية”. مؤكدا أن المسيرة الخضراء مثلت لحظة فارقة في الالتفاف الوطني حول الملك الراحل الحسن الثاني، وأن امتدادها الطبيعي تجسد في عهد الملك محمد السادس عبر المشاريع الكبرى والتنمية الجهوية بالأقاليم الجنوبية.

وأشار زيدوح إلى أن القرار الأخير لمجلس الأمن حول قضية الصحراء “كرّس واقعا قائما، يعكس سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. ويواكب دينامية الاستثمارات والاندماج القاري التي يقودها المغرب”.

من جانبها، شددت سفيرة المغرب بفرنسا، سميرة سيطايل، على أن المسيرة الخضراء كانت “واحدة من أعظم محطات الإيمان الجماعي والانضباط السلمي في تاريخ المغرب الحديث”. معتبرة أن روح هذه الملحمة ما زالت تؤطر العمل الدبلوماسي المغربي، خصوصا في ما يتعلق بقضايا السلم والاستقرار في المنطقة.

وأبرزت السفيرة أن تخليد الذكرى هذه السنة يتزامن مع صدور قرار مجلس الأمن رقم 2797 بشأن الصحراء. والذي “لا يخلق واقعا جديدا بقدر ما يؤكد حقيقة تراكمت عبر خمسة عقود من الاستثمار والتنمية وبناء المؤسسات”.

وأضافت أن المجتمع الدولي “يقف اليوم أمام نتائج رؤية ملكية متدرجة جعلت من الأقاليم الجنوبية ورشا مفتوحا للتحديث والتنمية المستدامة. ومحورا استراتيجيا في علاقة المغرب بإفريقيا”.

ويأتي هذا الاحتفال في سياق عودة تدريجية للدفء إلى العلاقات المغربية الفرنسية. بعد سنوات من التباعد الدبلوماسي، ما يمنح للرسائل الرمزية داخل مثل هذه اللقاءات بعدا سياسيا لافتا.

 

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.