في خطوة غير مسبوقة تعكس وحدة الصف بين جماهير الكرة المغربية، أصدر فصيلا ألتراس وينرز، المناصر لنادي الوداد الرياضي، وألتراس إيمازيغن، المساند لحسنية أكادير، بلاغًا مشتركًا ينددان فيه بما وصفاه بـ”التضييق الممنهج” على مجموعات الألتراس في المغرب، خصوصًا فيما يتعلق بحرية التنقل لدعم فرقهم داخل وخارج ملاعب الوطن.
التضييق يتجاوز الصراع الرياضي
أوضح البلاغ أن القيود المفروضة على تنقل الجماهير لم تعد مجرد إجراءات تنظيمية أو احترازية، بل أصبحت جزءًا من سياسة “التطويق” التي تستهدف روح الألتراس وثقافتها. واعتبر الفصيلان أن محاولات احتواء هذه المجموعات عبر القمع والمنع لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر، مؤكدين أن الألتراس بلغ من الوعي والنضج ما يؤهله للدفاع عن حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حرية التنقل.
هوية موحدة.. نضال مشترك
في إشارة إلى الترابط العميق بين ثقافات مختلف المجموعات المغربية، استشهد البلاغ بأغنية “تماغيت”، التي جمعت بين الأسطورة البيضاوية ناس الغيوان والرمز الأمازيغي إزنزارن، كدليل على وحدة الهوية رغم اختلاف الخلفيات. وجاءت كلمات الأغنية لتؤكد أن الأرض التي ينتمي إليها الجميع ليست حكرًا على فئة دون أخرى، بل هي ملك لكل أبنائها، بما في ذلك جماهير كرة القدم التي تعيش الشغف ذاته رغم انتماءاتها المختلفة.
الحرية للألتراس.. مطلب لا تنازل عنه
في ختام البلاغ، شدد الفصيلان على أن المعركة ليست مجرد مواجهة آنية مع السلطات، بل هي نضال طويل الأمد لضمان حقوق الجماهير في التعبير والتنقل، مطالبين بوقف “حُمّى المنع” التي باتت تهدد جوهر ثقافة الألتراس في المغرب. كما أكدا أن التضامن بين مختلف المجموعات سيظل سلاحًا أساسيًا في مواجهة أي محاولة لطمس هذه الهوية الجماهيرية.
هذا الموقف المشترك بين الوينرز وإيمازيغن يعكس مرحلة جديدة في وعي الألتراس المغربي، حيث باتت القضايا الحقوقية تتجاوز حدود المنافسة الرياضية، لترتقي إلى مستوى الدفاع عن الحرية والكرامة داخل وخارج الملاعب.