شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على أهمية الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة السلم والأمن الدوليين، وذلك خلال مداخلة له، أمس الأربعاء، في نقاش رفيع المستوى عقده مجلس الأمن الدولي تحت عنوان: “الذكاء الاصطناعي والسلم والأمن الدوليان: معالجة التعقيدات والتأثيرات المتعددة والاستخدام المسؤول”.
وأوضح بوريطة أن الذكاء الاصطناعي، إذا أسيء استخدامه، قد يشكل تهديداً خطيراً، محذراً من المخاطر الناجمة عن استغلاله في تطوير الهجمات السيبرانية ضد البنى التحتية الحساسة، ونشر المعلومات المضللة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إضافة إلى استخدامه من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة للتدخل في العمليات الديمقراطية وتأجيج النزاعات.
وأكد الوزير أن التوظيف الإيجابي والمسؤول لهذه التكنولوجيا يمكن أن يحولها إلى رافعة قوية لتعزيز السلم والأمن العالميين، مشيراً إلى ضرورة الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر القادرة على رصد بوادر عدم الاستقرار، وتطوير آليات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمحاربة التضليل الإعلامي الرقمي وحماية مهام حفظ السلام.
كما دعا بوريطة إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لمواجهة التداعيات الأمنية للتغير المناخي، خاصة ما يتعلق بالإجهاد المائي والأمن الغذائي، وإرساء إطار معياري دولي على غرار قرار مجلس الأمن رقم 1540 لمواجهة مخاطر استخدام هذه التكنولوجيا من قبل أطراف غير حكومية.
وفي ختام كلمته، جدد بوريطة التأكيد على التزام المغرب بنهج حكامة أخلاقية وشاملة للذكاء الاصطناعي، ترتكز على احترام القانون الدولي، وضمان عدم التمييز، وتحقيق الولوج العادل لهذه التكنولوجيا، إلى جانب مراعاة المسؤولية البيئية وتشجيع الابتكار.
وأشار إلى أن المغرب يعتمد مقاربة تشاركية ومتعددة الأطراف، هدفها ضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز السلام والتنمية المستدامة، لا سبباً في تغذية الانقسامات وعدم الاستقرار.