الحدث بريس:الحسن قاسيمي/ بوعنان.
بإحدى القرى المنسية البئيسة المجاورة لمركز بوعنانوفي جنحالظلام تأتي إحدى العرباتلتكسر هدوءالليل الطويل ويستيقظ الناس.ومن فجوات الأبواب يطلون ليرمقوا أكياساتشحن. وماهي إلا لحظات تغادر العربة إلى وجهة مجهولة، وتبدأ التكهنات والتساؤلات:
- هل سنعرف يوما ما بالشكارات أم سنكتفي بالنظرات كما اعتدنا منذ سنوات.
- لماذا لا تأتي العربات في وضح النهار أم أن الأمر يتطلب الستر لا فضيحة النهار.
- هل الأمر مهم إلى هذه الدرجات أم هو خوف من التبعات.
- أم لا عين شافت و لا قلب وجع.
- و خلاصة القول العمل بالليل مزيان لكن بحضور الميزان؟.
فكثر الهرج و المرج و جاء الفرج من فج البراج barrage DOUISS ببوعنان ، حيث يكثر العجاج بسبب مناجم أنباج.
السكان هنا –ببوعنان- لا رأوا و لا شافوا و لكنهم يساعدون المخاضة بهزان الرأس.
السكان يرقدون فوق كنز – أكبر مناجم البريت بالمغرب -لكنهم أصبحوا عرضة للطنز من طرف جماعة أغنياء الموز.
فبينما يفترش سكان منطقة أنباج الأرض و يتغطون بالدرابل ، قدمت الشركة المغربية للبريت بمنجم زلموببوعنان ، هبة مالية ضخمة لأحدى الجهات خارج جماعة بوعنان من أجل اقتناء بطانيات لفائدة الأسر المعوزة – 500 بطانية – بقيمة 200 درهم للواحدة أي ما مجموعه 100000 درهم.
مبادرة حسنة ونشجع الشركةعليها، لكنها في غير محلها أو موضعها لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون.
فعلى بعد خطوات من مقر الشركة توجد العشرات من الجمعيات المحلية،وكم هي الطلبات والملتمسات التي تقدمت بهافي هذا الشأن لكن لم يستجب لها أحد.
و على بعد أمتار من الشركة توجد المئات من الأسر الفقيرة و البئيسة التي تعيش في فقر مدقع و بؤس شديد فلما لا تستفيد من هذه الهبة خاصة في هذا الفصل البارد.
و لماذا كل هذا التعتيم و التكتم؟ أم أن الأمر فيه إن …..
فلماذا لا يستفيد سكان بوعنان من هذه الخيرات ويستفيد منها الغير؟
و لماذا تلبى طلبات الغير و لا تلبى طلبات بوعنان ؟
لما لا يتم الكشف عن الجهات المستفيدة من هذه الهبة؟
و ما هي الدوافع التي أرغمت الشركة على تلبية طلب كهذا و هي تعلم أن سكان جماعة بوعنان هم الأولى بتلك المساعدة؟ أم أن الأمر فيه مساومات و إرضاءات؟
الأمر واضح للعيان و للعادي و للبادي، المسألة كما يقال في المثل الشعبي: -كويه من شحمته-
فعلا من خيرات جماعة بوعنان يكتوي السكان.
تساؤلات وعلامات استفهام كثيرة تطرح حول هذا الموضوع:
- متى نظل نغظ الطرف على مثل هكذا تصرفات؟ أم أن الطريق معبدة لذلك كما تقول مجموعة الموز؟
- و ما هي الشرعية و الصفة التي تمنح لمثل هؤلاء هذا الامتياز.
وحسب مصادر مطلعة أن هذه المجموعة بدأت تمارس ضغطا على المدير المحلي للشركة مستغلة دعم بعض الجهات و ما خفي كان اعظم.
فالسكان حائرون لكنهم مصممون-س-قبيلة أولاد الناصر-على متابعة القضية، التي أصبحت قضية حكرة وقهره خاصةإوأنها جاءت من طرف أشخاص ادعوا يوما أنهم جاءوا ليخلصوا السكان من القهرة والظلم وإذا بهم يتحولون إلى سماسرة يستغلون ثقة الناس فيهم لتحقيق مآربهم الخاصة – حملات سابقة لأوانها-وبمباركة جهات معلومة.
فمتى نظل : شي يأكل و شي شوف ؟