في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولات جيوسياسية وأمنية كبيرة نتيجة النزاعات المستمرة في منطقة البحر الأحمر، حيث استهدف الحوثيون بشكل متكرر سفناً تجارية تمر عبر هذه الممرات المائية الحيوية. تلك الأحداث لها تأثيرات عميقة على النقل البحري العالمي وشبكات التجارة الدولية، وتثير تساؤلات حول مستقبل الموانئ والمنافذ الرئيسية في العالم، بما في ذلك المغرب كواحدة من الأمثلة.
التحديات الحالية للتجارة البحرية
بدأت الأزمة بارتفاع أسعار الشحن البحري وتكدس السفن في الموانئ. وذلك بسبب الضغوط الأمنية والسياسية في منطقة البحر الأحمر. عمليات الاستهداف المستمرة من قبل الحوثيين أدت إلى تأخيرات كبيرة في حركة السفن وتغييرات في مسارات الشحن، مما أدى إلى نقص الحاويات الفارغة وارتفاع تكاليف النقل.
شهدت شركات الشحن العملاقة مثل “ميرسك” و”إم إس سي” و”هاباغ لويد” تعديلات كبيرة في جداول رحلاتها. حيث تم اضطرارها لاختيار مسارات طويلة وبعيدة لضمان سلامة الشحنات والسفن.
هذا الوضع أدى إلى زيادة الاعتماد على موانئ غرب البحر الأبيض المتوسط. مثل ميناء الناظور الجديد المتوقع افتتاحه بنهاية عام 2024، كحلاً محتملاً لتخفيف الازدحام في الممرات البحرية الحالية.