ردّت الصين بقوة على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي اتهم فيها بكين بانتهاك التوافق الذي تم التوصل إليه في محادثات التجارة بجنيف، ووصفت الاتهامات بأنها “لا أساس لها من الصحة”، مؤكدة التزامها الكامل بما تم الاتفاق عليه، ومتوعدة باتخاذ إجراءات صارمة لحماية مصالحها الوطنية.
وجاء رد وزارة التجارة الصينية في بيان رسمي، اليوم الإثنين، بعد تصريحات لترامب أدلى بها الجمعة، اتهم فيها الصين بالإخلال باتفاق ثنائي تم التوصل إليه في مايو الماضي، يقضي بتعليق متبادل للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، واعتبر أن بكين لم تلتزم بتعهداتها في هذا الصدد.
وقالت الوزارة إن “الصين طبّقت الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في جنيف والتزمت به بشكل فعال”، مضيفة أن “الولايات المتحدة، في المقابل، اتخذت سلسلة من الإجراءات التمييزية والمقيدة ضد بكين، مما يقوّض الثقة المتبادلة ويهدد فرص التهدئة”.
ومن بين تلك الإجراءات الأميركية التي أثارت استياء الصين، إصدار توجيهات بشأن ضوابط تصدير الرقائق المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ومنع بيع برامج تصميم الرقائق للشركات الصينية، إضافة إلى إلغاء تأشيرات الدخول الخاصة بعدد من الطلاب الصينيين.
وكانت الصين والولايات المتحدة قد توصلتا، منتصف مايو/أيار الماضي، إلى اتفاق في جنيف ينص على تعليق الرسوم الجمركية ذات الطابع العقابي لمدة ثلاثة أشهر، في مسعى لإتاحة المجال أمام مزيد من المفاوضات وتقليل التوترات التجارية.
وحذّرت وزارة التجارة الصينية من أن استمرار الولايات المتحدة في اتخاذ خطوات عدائية سيُقابل بردود حازمة، مشددة على أن “الصين لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات الإضرار بمصالحها الاستراتيجية”.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حساسية متزايدة تجاه أي تصعيد في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وسط مخاوف من تأثيرات سلبية محتملة على سلاسل التوريد والاستقرار المالي العالمي.