استطاع المغرب من خلال تبنيه للمقاربات المتعددة المداخل، وقف التحركات المتطرفة التي كانت سببا في نشر الفكر المتطرف عن طريق استغلال وضعيات الهشاشة الإجتماعية والفقر المعرفي والديني.
كما أن تعزيز آليات التعاون والتنسيق بين وسائل الإعلام وأجهزة إنفاذ القانون، ساهمت بشكل كبير في التصدي لهذا النوع من الجرائم عامة و في مكافحة الإرهاب خاصة.
وبالرغم من العلاقة التي تجمع بين الإعلام وجرائم الإرهاب، للتصدي لهذا الأخير، إلا أن هذا الأمر ينتج عنه تعقيدات متزايدة نظرا لتدخل مختلف الفاعلين والتنافس على القضاء الإعلامي الذي لا ينحصر في وظيفة الإخبار فقط ونقل المعلومة بل بات أيضا حلبة تستغلها التنظيمات الإرهابية في الاستقطاب وترهيب الرأي العام، في المقابل، تستعملها أجهزة مكافحة الإرهاب والوقاية منه للحد من نفوذ الجماعات المتطرفة واستقطاب الشباب.
وفي نفس السياق، أشار مجموعة من الأساتذة الباحثين في هذا التخصص، بأن القضاء على هذه الملحمة ليس بالأمر الهين، لذلك فإن آليات التعاون والتنسيق بين وسائل الإعلام وأجهزة إنفاذ القانون في مكافحة جرائم الإرهاب يلعب دورا إيجابيا بهدف الحفاظ على المجتمعات من التطرف.
ومن جهة أخرى، فإن التحسينات التي تخضع لها الحكامة الأمنية، ماهو إلا مساهمة في بناء دولة القانون وحق المواطنين، بمساعدة من الإعلام في الإخبار والمعلومة. وتأسيس مساحة للعمل المشترك لمواجهة مختلف أبعاد التحديات الراهنة مع الوقوف على أبرز الإكراهات في تناول المعلومة ذات الصلة بقضايا الإرهاب.
ويذكر أن التعاون القائم حاليا لمواجهة الإرهاب غير كاف ويتعين مضاعفته، إضافة إلى رسم أهداف استراتيجية متمثلة في القضاء على الإرهاب وامتداداته.