أعلنت الحكومة البريطانية رسميًا، يوم الأربعاء 26 يونيو 2025، تراجعها عن دعم مشروع ضخم لنقل الطاقة المتجددة من المغرب إلى المملكة المتحدة، والذي كان من المقرر أن يُموّل باستثمارات تقدر بنحو 25 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 34.4 مليار دولار).
القرار المفاجئ أوقف أحد أكثر المشاريع الطموحة في مجال الطاقة الخضراء على مستوى العالم.
المشروع المعروف باسم Xlinks Morocco-UK Power Project كان يهدف إلى إنشاء أطول كابل كهربائي بحري في العالم، بطول يتجاوز 3,800 كيلومتر، لنقل الكهرباء المنتجة من مزارع الطاقة الشمسية والرياح في الصحراء المغربية إلى بريطانيا. ووفقًا للخطة الأصلية، كان هذا الربط قادراً على تزويد أكثر من 7 ملايين منزل بريطاني بالكهرباء النظيفة.
وزارة أمن الطاقة والشبكات البريطانية أوضحت أن القرار جاء بعد تقييم مفصل خلص إلى أن المشروع لا يلبي “المصلحة الوطنية” في الوقت الراهن، نظرًا لما يحمله من تحديات تقنية ومخاطر تتعلق بتنفيذه وأمن الطاقة.
وقال وزير الطاقة مايكل شانكس إن المملكة المتحدة تفضل حالياً الاستثمار في مصادر محلية للطاقة المتجددة، باعتبارها أكثر استقرارًا من حيث الجدوى الاقتصادية والسيادية.
من جهتها، عبّرت شركة Xlinks عن أسفها إزاء القرار، مؤكدة التزامها بمواصلة المشروع من خلال البحث عن مصادر تمويل وشراكات بديلة.
وتلقى المشروع سابقًا دعمًا ماليًا من مستثمرين دوليين بارزين، من بينهم Taqa الإماراتية وOctopus Energy البريطانية وTotalEnergies الفرنسية.
ويُعد المشروع جزءًا من استراتيجية المغرب للتحول إلى قوة طاقية نظيفة إقليميًا، كما شكّل أحد أبرز النماذج المقترحة للتعاون بين أوروبا وأفريقيا في مجال الطاقة.
وتبقى آفاق تنفيذ المشروع قائمة من خلال خيارات تمويل جديدة أو بدائل جغرافية، رغم قرار بريطانيا الأخير.