الحدث بريس : متابعة
في ظل الارتفاع الصاروخي في عدد الإصابات اليومية بفيروس كوفيد-19، مازالت وزارة التّربية الوطنية “حائرة” ما بين سيناريوهين؛ أوّلهما حضور التّلاميذ إلى الأقسام ومُباشرة الدّروس والحصص بالطّريقة المعهودة. أمّا السّيناريو الثّاني المطروح في طاولة النّقاش، فهو “التّعليم عن بُعد” الذي أثبتَ نجاعته في ظلّ الظّروف الصّحية التي تمرّ منها البلاد.
يبقى خيار “التّعليم عن بُعد” أحد السّيناريوهات التي يمكن اللّجوء إليها لتفادي الوقوع في “كارثة صحّية” تعيد البلاد إلى نقطة الصّفر، حتى وان كانَ مكلّفاً من النّاحية المادّية واللوجيستيكية، فهو الان “الورقة” الوحيدة المتبقّية في يدِ الوزارة المعنيّة، من أجل دخول مدرسي بدونِ مشاكل صحيّة.
واختارَ المغرب، منذ العشرين من مارس الماضي، اتّباع خيار التّعليم عن بُعد، بحيث ألزمَ هذا القرار الحكومي تلاميذ المغرب بالبقاء في منازلهم، بسبب تفشّي فيروس “كورونا”. وأعلنت وزارة التربية الوطنية عن برنامج للتعليم عن بُعد للحيلولة دون إهدار السنة الدراسية؛ وذلك من خلال تشجيع الأساتذة على تسجيل الدروس على شكل فيديوهات.
وفي هذا الصّدد، يؤكّد كريم عايش، الباحث في السّياسات العمومية، أنّ “اعتماد التّعليم الحضوري قد يثيرُ مشاكل صحّية، إذ يكفي شخصٌ واحد لإصابة قسم بأكمله في أحد الفصول الدراسية، ومعها احتمالية انتشار سريع للفيروس؛ وهو ما يعقّد الوضع أكثر بسبب مضاعفاته واحتمالية الوفاة الكبيرة به”.
وأوضح الباحث ذاته أنّ “التّدابير الوقائية يتم خرقها بسهولة، مما يحتم استعمال طرق بيداغوجية جديدة للتدريس والتلقين”، متوقّفاً عند “دور الآباء والوعي المجتمعي بضرورة التعلم والدراسة، إذ يتحوّل التعليم إلى بنيان له أسس عديدة، وأحد هذه الأسس توفير المواد الدراسية عن بُعد، ككبسولات مصورة واختبارات مباشرة”.
وقال كريم عايش إنّ “الإمكانيات اللوجستيكية والمادّية هي الركيزة والدعامة الصّلبة التي تحدد استقرار هذا البنيان؛ فالموسم الدراسي السابق أبان عن نقائص وعيوب شابت التّكوين بسبب فوارق مجالية على مستوى توفير وسائل ووسائط التعلم، إذ بالرغم من مجانية دخول التلاميذ إلى مواقع الدروس وتمكنهم من متابعة قنوات الشركة الوطنية، فإنّ أساليب الاختبار والامتحان لم تعد ممكنة”.