في تأكيد جديد على التزام المغرب الثابت تجاه قضايا التنمية والحكامة في إفريقيا، وجه الملك محمد السادس، اليوم الأحد، رسالة قوية إلى المشاركين في دورة 2025 من ملتقى “إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، الذي تحتضنه مدينة مراكش.
وقد تولى المستشار الملكي أندري أزولاي تلاوة الرسالة الملكية، أمام حضور وازن ضم عدداً من الشخصيات البارزة في مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع المدني من داخل القارة الإفريقية وخارجها.
الرسالة الملكية حملت مضامين استراتيجية، أكدت فيها المملكة على موقعها المركزي كطرف فاعل ومؤثر في بلورة التصورات التنموية داخل القارة. كما شددت على ضرورة إحداث تحولات هيكلية في النظم الاقتصادية والمالية الإفريقية، بما ينسجم مع التطلعات المشروعة للشعوب الإفريقية في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية.
واعتبر الملك محمد السادس أن مستقبل القارة يتطلب اعتماد نماذج حكامة تنبع من السياق الإفريقي نفسه، وتعتمد على تجارب وخبرات داخلية متجددة، بدل استنساخ نماذج خارجية لا تعكس بالضرورة خصوصيات المجتمعات الإفريقية. وبيّن أن إفريقيا تملك من الإمكانات البشرية والمؤسساتية ما يؤهلها لصياغة مقاربات مبتكرة، قادرة على رفع التحديات وتحقيق النقلة المنشودة.
كما استحضر الملك في رسالته عدداً من المبادرات المغربية التي تترجم هذا التوجه، من بينها ورش الجهوية المتقدمة، وبرامج التمويل التي تعتمد على حلول مرنة ومتكيفة مع الواقع المحلي. وشدد على أهمية توسيع آفاق التعاون بين دول الجنوب، معتبراً أن النجاح الفردي لأي بلد إفريقي يكتسب قيمة أكبر عندما يكون ضمن إطار تكاملي قارّي.
وفي دعوة صريحة لتغليب العمل الجماعي، حث الملك المشاركين في الملتقى على تبادل التجارب والخروج بتوصيات عملية قادرة على تلبية طموحات الأجيال الصاعدة في إفريقيا، مؤكداً أن القارة تمتلك كل المقومات لتكون فاعلاً موحداً، ينعم بحكامة رشيدة تنعكس إيجاباً على حياة المواطنين.
تجدر الإشارة إلى أن ملتقى “إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة” يُعد أحد أبرز التظاهرات الفكرية على مستوى القارة الإفريقية، ويجمع سنوياً نخبة من القادة والخبراء وصناع القرار لمناقشة قضايا الحكم الرشيد والقيادة، في مسعى نحو بناء قارة أكثر استقراراً وازدهاراً.