قالت صحف عالمية صادرة، صباح يوم السبت، إن الصراع بين روسيا وأوكرانيا تحول إلى ”حرب استنزاف مريرة“ تضغط على الرئيسين فلاديمير بوتين، وفلوديمير زيلينسكي، من أجل تحقيق نتائج على الأرض.
وأبرت الصحف أيضًا تطورات المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني، والتهديدات التي أطلقتها الحكومة العراقية ضد المشترين الدوليين للنفط من إقليم كردستان.
قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ إن روسيا وأوكرانيا تستعدان لصراع طويل، وحرب استنزاف مريرة، مع استمرار المعارك بينهما منذ بدء الغزو الروسي في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
وأضافت الصحيفة في تقرير أن ”قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أيام بزيادة حجم الجيش الروسي أثبت أن كل من روسيا وأوكرانيا تستعدان لحرب طويلة، يمكن أن تستمر عاما أو أكثر من ذلك“.
وأشارت إلى أن ”بوتين أمّن سلطاته، وأسكت الأصوات المعارضة، ويبدو أنه ليس لديه دوافع لإيقاف الحرب، الذي شنّها منذ أكثر من 6 أشهر“.
وتابعت: ”يأتي ذلك في وقت حذّر فيه الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي من أن الشتاء المقبل سيكون الأصعب في تاريخ بلاده“.
وأردفت: ”تحوّل الصراع إلى حرب استنزاف، حيث لا توجد إلا القليل من التحركات على الجبهة الأمامية خلال الأسابيع الأخيرة، بينما يواجه بوتين وزيلينسكي ضغوطًا سياسية متصاعدة لإظهار نتائج في أرض المعركة“.
ونقلت الصحيفة عن روسلان بوخوف، محلل الدفاع في مركز التحليل الإستراتيجي والتقني، المركز الفكري الخاص في موسكو، قوله إن ”التوقعات بأن هذه الحرب ستنتهي مع حلول الكريسماس أو في الربيع المقبل مضللة“.
ورأت أن ”جمود الوضع في أرض المعركة يتواكب مع التوقعات المتصاعدة، التي يعززها الأوكرانيون أنفسهم، بأن الجيش الأوكراني سيشنّ هجوما واسعًا لإثبات أنه يستطيع استخدام الأسلحة المقدمة من الغرب، وطمأنة الحلفاء بأن التضحيات الاقتصادية تؤتي ثمارها“.
وأشارت ”نيويورك تايمز“ إلى أن ”بوتين يواجه ضغطًا متصاعدًا في الداخل، خاصة من القوميين المنتمين إلى اليمين المتطرف، الذين يريدون تصعيد العدوان ضد أوكرانيا، خاصة بعد اغتيال الصحفية اليمينية داريا دوغينا“.
وقتلت ”داريا“ في انفجار ضرب سيارتها، الأسبوع الماضي، بموسكو، ”ولكن الزعيم الروسي المسيطر جيدًا على الإعلام الحكومي والنظام السياسي في موقف جيد كي يتجاهل مثل هذه الدعوات“، بحسب محللين.
وأردفت التقرير الأمريكي: ”يُصرّ بوتين على أن قواته تتقدم في منطقة دونباس شرق أوكرانيا خطوة بخطوة، ومع ذلك، فشلت روسيا في الاستيلاء على مركز سكاني رئيس واحد منذ يوليو“.
وقالت إنه ”بالنسبة لبوتين، فإن أي شيء أقل من السيطرة الكاملة على إقليم دونباس بأكمله سيُنظر إليه على أنه هزيمة كبرى“.
أمل إحياء الاتفاق النووي
بدورها، قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية إنه بعد 17 شهرًا من الجدل الدبلوماسي، فإنه يمكن أن تكون هناك مؤشرات على الأمل في إحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وأضافت الصحيفة: ”أدت فرص استعاة الاتفاق النووي إلى إثارة النقاشات الغاضبة التي أحاطت من قبل بالاتفاق الأصلي، حيث أعرب النواب الجمهوريون عن غضبهم الشديد إزاء أي اتفاق لا يتم بإشراف من الكونغرس“.
ونقلت عن رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيا، قوله إن ”الاتفاق الوشيك سيكون بمثابة كارثة إستراتيجية“.
يأتي ذلك في الوقت الذي توالت فيه التصريحات من النخب السياسية الإسرائيلية، وعلى رأسها رئيس الوزراء يائير لابيد، والتي تطالب الولايات المتحدة بالانسحاب من المفاوضات.
وتابعت: ”ترى إسرائيل ومعارضو الاتفاق الجديد في الكونغرس أن رفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي سيوفر لإيران مئات المليارات من الدولارات لتمويل الأنشطة الإرهابية، كما أن النهاية المبكرة لبعض البنود في الاتفاق سيسمح لإيران بإحياء خططها لتصنيع السلاح النووي“.
ورأت الصحيفة أن ”النظام الإيراني والإدارة الأمريكية يسعيان الآن إلى تحقيق الأهداف الأساسية والعاجلة، حيث تريد إدارة بايدن تقويض مسيرة طهران نحو الوصول إلى السلاح النووي، بينما ترحب إيران بتخفيف العقوبات المفروضة على اقتصادها والصادرات النفطية.
وأردفت: ”تغيّرت الأولويات الإستراتيجية لكلتا الدولتين، حيث ابتعدت واشنطن بعيدًا عن الشرق الأوسط، وبالنسبة لإيران فإن هناك احتواء أكبر مع بعض جيرانها، وتقارب مع الصين، وفي نفس الوقت فإنه سيكون من الصعب الوصول إلى حلول الأمور التقنية المعقدة في ظل المناخ السياسي المختل“.
وختمت بقولها: ”في ظل الاتفاق النووي والفجوة الأوسع بين الولايات المتحدة وإيران، فإن هناك حاجة ماسّة للمضي قدمًا بما يتجاوز الاتفاق النووي نفسه“.
إنذار عراقي
من جانبها، قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية إن الحكومة العراقية هددت باتخاذ إجراء ضد المشترين الدوليين للنفط من إقليم كردستان، في أحدث حلقة للنزاع المتصاعد حول صادرات النفط.
وأضافت الصحيفة في تقرير أن ”الخطاب التحذيري الصادر هذا الأسبوع من المسوق النفطي المملوك للحكومة SOMO يعد جزءًا من المحاولات العراقية المستمرة لإيقاف الإقليم شبه المستقل عن تصدير النفط بشكل مستقل عن بغداد“.
ويأتي ذلك في أعقاب الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العراقية، والذي يقضي بعدم دستورية صناعة الطاقة في إقليم كردستان.
وذكر التقرير أنه ”منذ ذلك الحين، اتخذت بغداد موقفًا شديد العدوانية تجاه الشركات الدولية العاملة في المنطقة، وهددت بإلغاء العقود الحالية ومنع التوسط في الصفقات المستقبلية“.
وتابع: ”تأتي تلك الخطوة في ظل مخاوف من ارتفاع أسعار النفط الخام، والصعوبات التي تعاني منها إمدادات الطاقة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا“.
ونقل عن شوان زولال، المتخصص في الشؤون النفطية بإقليم كردستان، قوله إن ”الأمر أصبح خطيرًا، ويلقي بظلال قاتمة على قطاع الطاقة“.
وأضاف زولال: ”لا يمكن تجاهل تلك الأمور التي تؤثر على مستقبل الصناعة، وستكون هناك آثار من قصيرة إلى متوسطة الأجل، خلال الشهور القليلة المقبلة، عندما يتراجع الإنتاج، وتتوقف الشركات النفطية عن التنمية“.
وأردفت الصحيفة: ”العراق هو ثاني أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للنفط، أوبك، ويصدّر حالياً حوالي 3.3 مليون برميل يوميًا، تحتفظ حكومة إقليم كردستان بسرية أرقام الإنتاج الخاصة بها، لكن خبراء الصناعة يقدّرون إنتاجها بنحو 440 ألف برميل في اليوم، يتم تصدير معظمها“.