في خطوة قد تكون مؤشرا على بداية تململ موقف الأغلبية الحكومية من الصمت والامبالاة التي يتم التعامل بها مع حالة الغليان الشعبي، وجه حزب الاستقلال عبر لسانه جريدة العلم انتقادا مباشرا وغير مسبوق لحكومة اخنوش.
جاء ذلك من خلال افتتاحية عبد الله البقالي التي قال فيها أن ما تقترفه شركات استيراد و توزيع و المحروقات في بلادنا يكتسي خطورة بالغة جدا، لأن الإبقاء على الأسعار مرتفعة ، بما يمكن هذه الشركات من مراكمة أرباح مالية غير مشروعة، هو سبب من أسباب ارتفاع أسعار العديد من المواد.
وحذر البقالي من أن الغضب الشعبي من هذه الارتفاعات المهولة يزداد و يتنامى، و قد يتطور .مضيفاب أن ”هذه الانتهازية تمس بمصداقية المؤسسات، وفي مقدمتها الحكومة و البرلمان ومجلس المنافسة. وقال “إذا كانت كل هذه المؤسسات الدستورية عاجزة عن التصدي لجشع شركات معينة، فلا داعي لوجودها أصلا”.
وتابع البقالي قائلا أن أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال اليومين الماضيين بشكل يكاد يكون غير مسبوق.
وقال أن سعر البترول انخفض أمس إلى أقل من 81 دولارا للبرميل الواحد، بعدما كان قبل أيام قليلة يتجاوز 96 دولارا للبرميل
و رغم هذه الانخفاضات الكبيرة يضيف البقالي لم تنخفض أسعار الغازوال والبنزين في المغرب وظلت في مستويات جد مرتفعة. وأيضا لم تتحرك أية جهة رسمية أو خاصة بالحكامة لإجبار شركات الاستيراد والتوزيع على خفض الأسعار للملائمة مع الأسعار في الأسواق الدولية .و قد تكون شركات توزيع المحروقات تتستر وراء انتظار نفاذ مخزونها من الغازوال و البنزين لأنها اشترت هذا المخزون بأسعار مرتفعة، و بالتالي لا يمكنها أن تتكبد خسائر مالية .
تفنيد هذا الادعاء يكمن حسب البقالي في أن هذه الشركات لا تعتمد نفس القاعدة حينما ترتفع الأسعار و لا تنتظر نفاذ المخزون الذي اقتنته بأسعار منخفضة لتزيد بعد ذلك في الأسعار ، بل إنها تقرر الزيادة مباشرة، وحدث أنها زادت في الأسعار لمرتين في أسبوع واحد .