فاجأ حزب الاستقلال حليفه حزب الأصالة والمعاصرة بقرار فك الارتباط به في إطار التحالف الحكومي. وذلك في وقت حساس تزداد فيه الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقبلة. حيث يسعى كل من الحزبين للفوز برئاسة حكومة “المونديال”.
وقد بدأت الخلافات تظهر بين الحزبين على المستوى الجهوي والإقليمي. في ظل استمرار ما يُسمى بـ”المحبة المغشوشة” على مستوى تدبير الشأن الحكومي.
اختار حزب الاستقلال مدينة سطات لإطلاق رسالة قوية إلى القيادة الثلاثية لحزب “الجرار”. ليُعلن عن عدم رغبته في الاستمرار في التنسيق على مستوى تدبير الجماعات الترابية.
هذه الخطوة جاءت في وقت بدأ فيه الحزبين عقد اجتماعات متتالية مع منتخبيهم ومسؤوليهم الحزبيين على مستوى الأقاليم والجهات. في محاولة للتقارب والتنسيق في ظل الاستعداد للانتخابات القادمة.
وفي يوم الجمعة الماضي، بعث حزب الاستقلال رسالة “مشفرة” إلى مسؤولي حزب الأصالة والمعاصرة، قبل يوم من عقد اجتماعين متتاليين للقيادة الثلاثية للحزب على مستوى جهة البيضاء سطات. الأول كان مع منتخبي مجلس الجماعة الحضرية للعاصمة الاقتصادية، والثاني مع برلمانيي الحزب في الدوائر الانتخابية للجهة.
هذا يأتي في سياق رغبة حزب “الميزان” في معرفة موقف “التراكتور” داخل جهة تضم 16 دائرة انتخابية بمجلس النواب. إلى جانب مقاعد أخرى مخصصة للنساء في مجلس المستشارين.
وفي خطوة عملية على مستوى الجماعة، طلب حزب الاستقلال من رئيسة المجلس الجماعي لمدينة سطات إدراج نقطة ضمن جدول أعمال الدورة العادية لشهر فبراير تتعلق بإقالة مستشار جماعي ينتمي لحزب الأصالة والمعاصرة من رئاسة لجنة التنمية الاقتصادية والاستثمار والتعاون.
وكان الهدف انتخاب مستشار من حزب البيئة والتنمية المستدامة مكانه، وذلك في خطوة متوقعة ضمن محاولات حزب الاستقلال لتقوية مواقعه.
هذه التطورات تشير إلى أن التحالف بين الحزبين قد وصل إلى مفترق طرق. وسط علامات استفهام حول مستقبل العلاقة بينهما، خاصة وأن العملية الانتخابية المقبلة قد تشهد تحولات في خارطة التحالفات السياسية.