الحدث بريس ـ الرباط
إعتبر حزب التقدم والاشتراكية أن إقرار الولايات المتحدة بمغربية الصحراء يجسد تحولا تاريخيا هائلا باتجاه الحسم النهائي لملف القضية الوطنية، مشيدا كذلك بتأكيد صاحب الجلالة الملك محمد السادس على مواصلة المملكة دعمها الثابت لنضالات الشعب الفلسطيني من أجل إقرار حقوقه الوطنية المشروعة.
جاء ذلك في بلاغ للحزب عقب انعقاد اجتماع استثنائي لمكتبه السياسي، اليوم الأحد، تداول خلاله في تطورات قضية الوحدة الترابية، وفي علاقة المملكة بالقضية الفلسطينية، على ضوء مضمون الاتصالين الهاتفيين اللذين أجراهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع كل من السيد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، في شأن إقرار بلاده بمغربية الصحراء، ومع السيد محمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، بخصوص تأكيد دعم المغرب للقضية الفلسطينية.
وبهذه المناسبة، عبر المكتب السياسي للحزب عن تقديره العالي وتثمينه العميق للمجهودات الكبيرة التي بذلها جلالة الملك وأفضت إلى الإعلان عن هذا الموقف الأمريكي غير المسبوق حول مغربية الصحراء، الذي يُشكل لحظة فارقة إيجابية في مسار النزاع المُفتعل حول وحدتنا الترابية.
كما أكد المكتب السياسي أن هذا الاعلان يجسد “تحولا تاريخيا هائلا باتجاه الحسم النهائي لملف قضيتنا الوطنية، على أساس الخيار الواقعي الوحيد المتمثل في الحكم الذاتي في كنف السيادة المغربية على أقاليمنا الجنوبية”، معربا عن أمل الحزب في أن “يحسن إخواننا المغاربة بتندوف والقوى الحية في الجزائر الشقيقة التقاط هذه التطورات بما يسهم في بناء وتقدم المغرب الكبير”.
بالموازاة مع ذلك، يضيف البلاغ، أشاد المكتب السياسي عاليا بمضمون الاتصال الهاتفي الثاني الذي أجراه جلالة الملك مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، بالنظر إلى ما حمله هذا الاتصال من تأكيد قوي على أن القضية الفلسطينية ستظل بالنسبة للمغرب، “مَــلِكًا وحكومةً وشعباً، في مرتبة قضية الصحراء المغربية”، وعلى أن “بلادنا ستواصل دعمها الثابت لنضالات الشعب الفلسطيني من أجل إقرار حقوقه الوطنية المشروعة، على أساس التفاوض السياسي المُثمر، وحل الدولتين، مع ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف”.
وفي هذا السياق، تطرق اجتماع المكتب السياسي إلى الخطوات المُعلن عنها من قِــبَلِ المغرب إزاء إسرائيل، بالنظر إلى الروابط الخاصة والمتميزة التي تجمع أفراد الجالية اليهودية من أصل مغربي، ومنهم مئات الآلاف من اليهود المغاربة الموجودين في إسرائيل، بوطنهم الأصلي.
وسجل الحزب، في هذا الصدد، إيجاباً، ما أعرب عنه جلالة الملك من عزم المغرب توظيف كل هذه التدابير السيادية لبلادنا في دعم سلام عادل بالمنطقة، دون أي تفريطٍ في الالتزام الدائم للمغرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة.
وبعد أن لفت حزب التقدم والاشتراكية، باعتزازٍ كبير إلى الخطوة الفاصلة التي يشكلها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، أكد عزمه الراسخ مواصلة تعبئته ودفاعه المُستميت على الوحدة الترابية للمملكة التي ناضل من أجلها الشعب المغربي لمدة عقود، بقيادة مِقدامة وحكيمة للمؤسسة الملكية، وقــدَّمَ في سبيلها تضحيات جسام، وذلك بغاية الإقرار التام والنهائي للحقوق الوطنية المشروعة للمغرب وتثبيت سيادته على كافة ترابه.
وأشار الحزب إلى أنه سيواصل، بنفس العزم والتصميم، نضاله، إلى جانب كافة القوى الوطنية الحية والتواقة إلى السلام والعدل والتحرر، من أجل نصرة قضية الشعب الفلسطيني، باعتبارها قضية وطنية، وذلك حتى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، وفي مقدمتها الحق في بناء دولته الوطنية المستقلة، في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
وجدد، الحزب، بالمناسبة، شجبه الصريح والقوي لكل السياسات العدوانية والعنصرية التي تنهجها إسرائيل منذ عقود إزاء الشعب الفلسطيني المُكافح، مؤكدا على أن الخطوات الانفتاحية إزاء إسرائيل تفرض على هذه الأخيرة إيقاف سياسات التنكيل والقمع والتقتيل إزاء الشعب الفلسطيني المقاوِم، والعدول عن تعنتها وجبروتها وغطرستها وانتهاكاتها المدانة، وإنهاء احتلالها للجولان، والتخلي عن سياسات الاستيطان والضم، والشروع، بالمقابل، في بلورة مقاربة سياسية سلمية حقيقية تفضي إلى إقرار كافة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وختم بالقول إنه، “وعلى هذه الأسس اللازمة التي تقتضي بالضرورة من إسرائيل التحول إلى دولة عادية تحترم المشروعية الدولية وتتقيد بالقانون الدولي، يتعين بناء وتطوير علاقات جديدة، بما يتيح إمكانية فتح الآفاق ليعم المنطقةَ السلم والتعايش والاستقرار والنماء والازدهار”.