أفاد حزب العمال الكردستاني يوم الاثنين عن قراره بحل نفسه، بناءً على تقارير من وسائل إعلام مقربة من الجماعة الانفصالية المسلحة. ويعتبر هذا القرار خطوة تاريخية تأتي بعد سنوات طويلة من الصراع مع تركيا، الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.
وأكد الحزب في بيانه أن “الآلية العملية” لحل الحزب سيشرف عليها زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، مشيراً إلى أن العمل باسم “حزب العمال الكردستاني” قد انتهى بشكل رسمي. ويُعد هذا الإعلان تتويجاً لتحركات متصاعدة نحو التهدئة شهدها العام الجاري، بعد أن دعا أوجلان في مارس إلى وقف فوري لإطلاق النار، مطالبا المقاتلين بإلقاء السلاح والانخراط في عملية السلام.
منذ تأسيسه في عام 1978، قاد حزب العمال الكردستاني. صراعا مسلحا ضد الدولة التركية، مطالباً بدايةً بانفصال الأكراد .وإقامة دولة مستقلة في الجنوب الشرقي، قبل أن تتحول مطالبه لاحقاً إلى تعزيز الحكم الذاتي. والحقوق الثقافية والسياسية للأكراد داخل تركيا.
وقد أسفر هذا الصراع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص. وتشريد مئات الآلاف، إضافة إلى زعزعة استقرار مناطق واسعة في تركيا.
كما أدرجت أنقرة وعدد من الدول الغربية الحزب. على قوائم التنظيمات الإرهابية، مما زاد من تعقيد فرص الحل السلمي.
القرار الجديد، الذي يبدو أنه يحمل بصمات أوجلان. حتى من خلف القضبان، قد يمثل نقطة تحول في العلاقة بين الدولة التركية والأقلية الكردية.
ويترقب المراقبون الخطوات التالية من الطرفين. في ظل تساؤلات كثيرة حول مصير المقاتلين السابقين، وإمكانية دمجهم في المجتمع. ومدى استعداد الحكومة التركية لتقديم إصلاحات سياسية وثقافية تلبي طموحات الأكراد.