توفي الدولي المغربي السابق حسن أقصبي، اليوم السبت، بعد معاناة مع المرض، وفق ما أكدت مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين. وبرحيل أقصبي، تفقد الساحة الكروية المغربية أحد أبرز رموزها التاريخيين وأيقونات كرة القدم، الذي سطّر اسمه بمداد الذهب في كل من الملاعب المحلية والدولية.
ولد حسن أقصبي في مايو 1935 بمدينة طنجة، وبدأ مسيرته الرياضية في مسقط رأسه مع فريق “لو سيفيانا”، قبل أن ينتقل إلى فريق الفتح الرباطي، ليمهد الطريق نحو مسيرة احترافية حافلة في أوروبا. في فرنسا، انضم إلى صفوف نادي أولمبيك نيم، حيث حقق شهرة واسعة، مسجلاً 119 هدفًا في 204 مباريات، ليصبح بذلك الهداف التاريخي للفريق.
تواصلت مسيرة أقصبي في الملاعب الفرنسية عبر انتقاله إلى نادي ستاد ريمس، حيث حقق تألقًا كبيرًا باحتلاله وصافة هدافي الدوري الفرنسي في موسم 1961-1962 بـ 23 هدفًا، ثم المركز الثالث في الموسم التالي بإحرازه 24 هدفًا. بعدها، التحق بفريق موناكو لفترة قصيرة قبل أن يعود إلى ريمس، ويختتم مسيرته في نادي الفتح الرياضي بين عامي 1965 و1970، ليتولى بعدها تدريب النادي، قبل أن ينتقل لتدريب فرق أخرى مثل حسنية أكادير والاتحاد الزموري للخميسات.
أسهمت أهداف أقصبي في وضعه ضمن أساطير الدوري الفرنسي، حيث يحتل المركز الحادي عشر في قائمة أفضل هدافي الدوري الفرنسي عبر العصور، برصيد 173 هدفًا في 293 مباراة. ويعد من القلائل الذين استطاعوا أن يمزجوا بين الأداء الراقي والالتزام الكبير، ما جعلهم من علامات كرة القدم في زمنهم. كما تُوج أقصبي مع فريق ستاد ريمس بكأس محمد الخامس عام 1962، وفاز بكأس العرش المغربي مع الفتح الرباطي في 1967.
أقصبي لم يكن نجمًا محليًا فقط؛ بل حمل قميص المنتخب المغربي من عام 1960 حتى 1970، مؤديًا دورًا محوريًا في تطوير كرة القدم المغربية وإلهام الأجيال الصاعدة.
رحيل حسن أقصبي خسارة كبيرة لكرة القدم المغربية والعربية، فقد ترك بصمةً لن تُمحى، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وستظل ذكراه خالدة كرمز من رموز كرة القدم وهدّاف عظيم خلّد اسمه في سجلات التاريخ.