حفتر استمرار للطاغية…

0

 

الحدث بريس : الصادق عمري علوي

بعد بلوغه أكثر من ثمانين عاما لم يتخذ سبحة ولا سجادا ولا طست وضوء ، ولم يعلن توبة ، وإنما اتخذ الرشاش و المدفع ربا للقتل والتنكيل … حتى أن مفتي ليبيا السني ” الغرياني ” دعا عليه في إحدى خطبه التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وأفتى بأن دم ” حفتر ” مهدور ، جراء ما أقترفه من قتل وتمثيل بالمدنيين الليبيين العزل بالمدن والقرى .

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

كان في حضرة القذافي مبدع اليافطات العظمى ، ترتعد فرائصه هيبة ( أي من هالة ملك ملوك إفريقيا ، الفاتح العظيم … ) المقهقه والساخر دوما من أفكار وهيئة القادة والرؤساء في المؤتمرات العربية ، حتى وإن كان ضيفا في بلد معين … وقد بلغت به جرأته أن سخر من أحدهم بسبب سمنة جسمه الذي ملأ الكرسي .. وفي قهقهته فحوى ، إذ كان يحيك بعدها مايحيك للدول العربية ، وخاصة للمغرب الأقصى ويستدعي في ذلك مناصريه من الأنظمة العسكرية التابعة للخردة السوفياتية القديمة للإغارة على الجيران ، حتى أن الجنود المغاربة عثروا على أحد مناصريه وقد قطع آلاف الكيلومترات للوصول للمغرب ضمن فيلق عسكري “مضمرا مايضمر ” وقد قبضوا عليه ثم أرجعوه إلى بلده حسير الرأس مذموما مدحورا …

كان للقائد العظيم أقنعة كثيرة يلبسها ومرامي لايمكن تصور ما يمكن أن ينتج عنها إلا أنها رغم التباسها وتمويهها بشتى التلاوين تصب في خانة واحدة هي “صناعة الشر ” وتوزيعه على المقاس والجرعات في القارة الإفريقية وغيرها من بقاع العالم .

وقد يتحول إلى داعية صوفي متجرد لله محبا لعمل الخير .. يؤم الأفارقة وبعض شيوخ الزوايا الذين يستدرجهم بحبائله في مشاهد غريبة تمتد لها الأعناق والحصائر … تحت شمس حارقة ، يقرأ ” الفاتح العظيم ” بعد الفاتحة بعضا من سور القرآن الطويلة ، حتى أن بعض الأفارقة من شدة الملل يخرجون من بين الصفوف ويذهبون لقضاء بعض من حوائجهم و أغراضهم ويعودون ويجدون القذافي لازال ” إماما ” يؤم ..

كان يقضم في صلاته بعض حروف آيات سورة القرآن الكريم باستبدالها بحروف لهجته المحلية ، لقد كان القذافي بحق أعجوبة سريالية جمعت العقل والبلاهة والغدر والجنون على حد سواء … و كان حفتر أحد عسكرييه الأوفياء الذين اتبعوا نهجه وتشربوا مذهبه رغم انقلابه عليه و الخروج عن سياقه .. لأن الطبع يغلب التطبع .

وفي بعض مشاهد الإملاء والإنشاء يوجه خطبه الحماسية عبر الإعلام الحربي لدغدغة مشاعر الجماهير العربية والليبية للوقوف في صفه لنصرة الحق ، ولم شمل الليبيين على النهج “القويم ” استمرارا في الحجر على آمال وعقول الليبيين وسط شرنقة يخفيها إلى وقت الحاجة وهي التبشير من جديد بعصر الجماهير والتسبيح بالقائد العظيم الذي لا نظير له في العالم .

ولتحقيق تلك الغاية ذهب للأصدقاء القدامى للقذافي من المرتزقة و قطاع الطرق وجوابي الصحاري والقفار ومتقني السلب والنهب للتفنن في إذلال وإخضاع أبناء جلدته اللبيين إن كان منهم أصلا …

متمنطقا ببعض ” حروز مليشيات الجانجويد -التي نكلت بالسودانيين وفرقت شملهم – مستعملا لرسوم ورموز الشعوذة والسحر لاتقاء الحديد والنار التي يمكن أن تباغته ولو كان في بروج مشيدة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.