حذّر أخصائيون في الأمراض الجنسيّة و أطباء من التعاطي للمكملات الغذائية “المحفّزة لإفرازات الجسم لهرمون التستوستيرون”، التي يُروّج لها في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بـ”شكل عشوائي”، معتبرين أن “مثل هذه المواد رغم أنها لا تدخل في صنف الأدوية فهي تحتاج إلى إستشارة قبلية للطبيب أو الصيدلي، تفاديا للوقوع في أعراض جانبية خطيرة للغاية ضمنها السرطان أو الجلطات”، وفقهم.
الأخصائيون ذكروا أن ما يسمى “ هرمون الذكورة” يعرف مستويات مختلفة حتى خلال اليوم الواحد وفق التغذية و حركة الجسم، دافعين بأن “إستنتاج وجود نقص واضح فيه يتطلب تشخصياً من الطبيب، و تحليلاً يُساعد المختصّ لوصف مكمّل ما إلى جانب بعض الإختبارات، ضمنها إختبار الدّم”، و ذاكرين أن “تناول مادة بكميات غير دقيقة و دون متابعة يمكن أن يؤدي إلى إنهاك القلب”.
مخاطر صحية
الأخصائي في الأمراض النفسية و الجنسية أبو بكر حركات رفض تناول أي مكملات من هذا النوع دون إستشارة الأخصائيين، معللاً رفضه بكون “هرمون التستوستيرون مرتبطا بأعضاء حيوية داخل الجسم الإنساني لا تقبل التلاعب بها إنطلاقاً من ترويج مواد لديها أغراض تجارية أساساً”، و زاد : “حين نتحدث عن الهرمونات فنحن نتحدث عن توازن الدماغ و القلب، و الطبيب المختص لوحده بإمكانه معرفة خصاص الجسد من أي الهرمون”.
الطبيب حركات دعا إلى “ضرورة تحرك هيئات الأطباء و الصيادلة لإيقاف ما يحدث من ترويج خطير للمكملات، و حتى الأدوية، التي يحتاج بعضها ترخيصاً قبليّا من الطبيب”، مشدداً على أن “بعض هذه المواد تتضمّن محتويات مغشُوشة و كاذبة، كما أن البعض الآخر يضرّ الصّحة بشكل مباشر؛ و من ثمّ لا يتعيّن على المواطن تناولها خارج الإطار المبدئي المعروف، أي العلاقة التي تجمع المريض بالطبيب”، وفق قوله.
و بالنسبة للأخصائي السالف الذكر فإن “وصف عقاقير محدّدة كمكملات غذائيّة هو ممارسة ضمنية لمهنة منظمة بموجب القانون”، و أضاف : “هذه الوصفات التي يقدمونها و ينصحون الناس بها علينا أن نتساءل هل هي خاضعة لمراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية”، و أفاد بوجود أعشاب طبيعية و أغذية محفّزة لهرمون الذكورة إذا لم تنفع لن تضر، “غير أن المواد المصنّعة يمكن أن تنجم عن تناولها أضرار جانبيّة خطيرة”.
خدع تسويقية
الطيب حمضي، الخبير الصحي و الباحث في النظم الصحية، حذّر من “التعاطي لمكملات تدّعي أنها تحفّز إفراز الجسم هرمون الذكورة دون العودة إلى الأخصائيين الصحيين”، مشدداً على أن “الدليل على ذلك عمليّا منتفي”، و مضيفا أن “ترويجها بشكل عشوائي على مواقع التواصل الإجتماعي لنيل أرباح إشهارات تخصّ شركات مصنّعة لبعضها ينتهك القوانين و الأعراف الطبية”، و أوضح : “هناك خُدع تجارية منتشرة اليوم على السلطات التدخل لضبطها بما أنها مرتبطة بالصحة”.
و قال حمضي : “الشخص الذي يروّج لمكملات حول هذا الهرمون الحساس، المرتبط مباشرةً بمجموعة من الأعضاء الحيوية، ينتحلُ عدّة صفات: الطبيب و الصيدلي ثمّ العامل في المختبرات الطبية”، مبرزاً أن “لكل شخص حالة معينة وحده الطبيب المختص و المواكب لها يستطيع أن يعرف هل تحتاجُ مكملات من هذا النوع أو لا”، و تابع : “التعاطي بشكل خاطئ لبعضها يمكن أن يسبب سرطانات”.
و زاد الخبير الصحي : “حين يقول شخص ما في الأنترنت [كل من يشعر بأنه لديه هذه الأعراض فليتناول هذا المكمّل] فهذا إنتهاك للقانون قد يعرض صاحبه للمساءلة”، لافتاً إلى أن “الأعراض يمكنُ أن تتشابه فيما المسبّبات مُختلفة”، و منبهاً إلى أن “الخلل المرتبط بهذا الهرمون يتمّ التعامل بناءً على درجته و أسبابه و كذا الغايات المرجوّة من علاجه”، و واصل : “نحن كأطباء نقوم بجهد من أجل تشخيص المشكل لنجد له حلولاً مقبولة تراعي إعتبارات كثيرة كسنّ المريض و حالته الصّحية”.
و إعتبر الطبيب عينه أن “المكملات الغذائية بدورها تطرح مشكلة حقيقية اليوم و تتطلّب التنظيم”، مردفا : “الشركات التجارية تروّج أكذوبة لم تؤكدها تقارير علمية بعد، مفادها أن المكملات المتعلّقة بالتستوستيرون تساعد على ضبطه بشكل كبير”، و أورد : “بعض الرياضيين يستخدمونه بشكل غير قانوني في القاعات الرياضية و يعتمدون على بعض المعطيات المنشورة في الأنترنت رغم ضعف مصداقيتها من الناحيّة الطّبية و العلمية المعتمدة على الصعيد العالمي”.