خمس حوادث لا تُنسى في تاريخ كأس الأمم الإفريقية

الحدث بريس22 دجنبر 2025
خمس حوادث لا تُنسى في تاريخ كأس الأمم الإفريقية - الحدث بريس

على امتداد أكثر من ستة عقود من عمر كأس الأمم الإفريقية، لم تخلُ منافسات البطولة من لحظات غرابة ومواقف استثنائية خالدة في ذاكرة القارة السمراء. من انسحابات لأسباب سياسية، إلى طقوس غريبة داخل الملاعب، وصولاً إلى وقائع درامية هزّت الرأي العام الرياضي. فيما يلي رصد لأبرز خمس حكايات مثيرة شهدتها النسخ المختلفة من البطولة، والتي ما زالت تتداولها الجماهير حتى اليوم.

نيجيريا تغيب عن العُرس القاري بسبب أزمة دبلوماسية

في عام 1996، كان العالم بأسره يحتفي بعودة جنوب إفريقيا إلى محيطها القاري بعد نهاية نظام الفصل العنصري. حين اندلعت خلافات سياسية حادة بين بريتوريا وأبوجا على خلفية مواقف الرئيس النيجيري الراحل ساني أباشا من سياسة نيلسون مانديلا.

النتيجة كانت صادمة: انسحاب “النسور الخضر” من نهائيات كأس إفريقيا التي كانت مرشحة للتتويج بها. بعدما دخلت البطولة حاملة للقب 1994 وبكتيبة نجوم ضمت جاي جاي أوكوشا ونوانكو كانو ودانيال أموكاشي.

قرار الانسحاب لم يمر دون عقوبة، إذ عاقب الاتحاد الإفريقي نيجيريا بالحرمان من المشاركة في نسخة 1998 ببوركينا فاسو. لتغيب واحدة من أقوى المنتخبات الإفريقية عن المشهد القاري لأربع سنوات متتالية.

طقوس غامضة وسحر أسود في كواليس “الأسود غير المروّضة”

في مشهد يجسد تداخل المعتقدات الشعبية مع عالم الرياضة، أقرّ أحد المشعوذين الكاميرونيين في تصريحات مثيرة قبل أعوام بأنه قدّم خدماته لعدد من لاعبي منتخب الكاميرون في بطولات سابقة، بينها نسخ أمم إفريقيا في التسعينيات وبداية الألفية الجديدة.

ورغم غياب الدليل العلمي، فإن مواقف مشابهة لطالما أثارت الجدل في القارة. حيث تسجَّل مشاهد غريبة كرش الماء حول المرمى، ودفن تمائم قرب الخطوط الجانبية، أو التناوب على ارتداء قمصان معينة لجلب “الحظ”.

الاتحاد الإفريقي حاول في فترات متقطعة وضع لوائح تمنع هذه التصرفات. إلا أن الطقوس الغامضة بقيت جزءاً من المشهد الإفريقي، تختلط فيه الأسطورة بالواقع على وقع حماس الجماهير.

مأساة أنغولا 2010: رحلة كرة القدم التي انتهت بالدم

في يناير 2010، تحولت رحلة منتخب توغو إلى بطولة أنغولا إلى مأساة إنسانية، بعدما تعرض موكب الفريق لهجوم مسلح في إقليم كابيندا المضطرب.

الحادث المروع أدى إلى مقتل السائق، ومساعد المدرب، والمسؤول الإعلامي، فيما أصيب عدد من اللاعبين وأفراد الطاقم بجروح خطيرة. بينهم النجم إيمانويل أديبايور الذي أعلن لاحقاً اعتزاله الدولي مؤقتاً بسبب الصدمة النفسية.

وقع الحادث قبل أيام من انطلاق العرس القاري. ما دفع منتخب توغو إلى الانسحاب رسمياً من المنافسة رغم تعاطف الاتحاد الإفريقي معه. ورغم الجدل حول المسؤولية الأمنية، فإن تلك اللحظة شكلت صدمة كبرى غيرت نظرة الاتحادات الإفريقية إلى تدبير سلامة المنتخبات خلال السفر والمباريات.

ثلاث كرات في خمس دقائق… حادث تحكيمي يثير الدهشة

في نسخة الكاميرون 2021، شهدت إحدى مباريات دور المجموعات بين مصر ونيجيريا مشهداً تحكيمياً غير مألوف. حين اضطر الحكم الغامبي باكاري غاساما إلى إيقاف اللعب ثلاث مرات متتالية في ظرف خمس دقائق لتبديل الكرة.

اللاعبون اشتكوا حينها من بطء الكرة وعدم توازنها أثناء التمرير. ما أدى لإثارة استياء الجماهير ودهشة المعلقين. ورغم أن الموقف انتهى بسلام، إلا أنه كشف هشاشة بعض الجوانب التنظيمية المتعلقة بمعدات اللعب. ما دفع الاتحاد الإفريقي لاحقاً إلى فرض تدابير أكثر صرامة بشأن فحص الكرات واعتمادها قبل كل مواجهة.

صافرتان قبل الموعد: “ضربة الشمس” التي أربكت الجميع

واحدة من أغرب اللحظات في تاريخ البطولة وقعت خلال مباراة تونس ومالي في نفس النسخة (2021). حين فاجأ الحكم الزامبي جاني سيكازوي الجميع بإطلاق صافرة النهاية قبل بلوغ الدقيقة 90.

الواقعة لم تتوقف عند هذا الحد؛ فقد حاول الحكم استئناف اللقاء مجدداً بعد نحو عشر دقائق فقط ليعلن نهايته مرة أخرى في الدقيقة 89. ما عجّل بفوضى تنظيمية أربكت الوفدين واللجنة المنظمة.

لاحقاً، كشف تقرير طبي أن الحكم أصيب باجتفاف حاد نتيجة ارتفاع درجة الحرارة التي قاربت خلالها الحرارة 34 درجة مئوية ورطوبة خانقة تجاوزت 70%، ما أثر على تركيزه. ورغم الانتقادات، دافع الاتحاد الإفريقي عن قراره بعدم إعادة المباراة مكتفياً بتبرير الواقعة كـ“حالة إنسانية طارئة”.

البطولة بين الدراما والدهشة

على مدار تاريخها، أثبتت كأس الأمم الإفريقية أنها لا تختزل في الأهداف والألقاب فقط، بل في الحكايات الغريبة التي تُولد بين مدرجات ساخنة وشغفٍ إفريقي لا يهدأ. من قرارات سياسية إلى ظواهر خارقة، ومن مآسي أمنية إلى مواقف تحكيمية مربكة، تبقى البطولة مرآة لتناقضات القارة وعفويتها الفريدة التي تجعلها واحدة من أكثر الأحداث الرياضية تميزاً في العالم.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.