منحت دراسة حديثة الأمل للكثير من الناس. فأي شخص أصيب بفيروس كورونا ومر مسار مرضه بشكل طفيف ولم يكن مستعصياً يمكن أن يتمتع بحصانة ضد المرض مدى الحياة، وفقاً لدراسة أجرتها كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس بالولايات المتحدة الأمريكية .
وكتب الباحثون في الدورية العلمية “Nature” أن الذين ظهرت عليهم أعراض طفيفة فقط، عند إصابتهم بفيروس كورونا الفتاك، لاتزال لديهم أجسام مضادة في دمائهم بعد عام تقريباً من مرضهم. علماً أن عدد الأجسام المضادة ينخفض بسرعة بعد الإصابة، كما هو معروف من الدراسات السابقة. ومع ذلك، فإن الأجسام المضادة لم تختف تماماً، ما قد يؤدي إلى مناعة مدى الحياة، حسب موقع “برلينر تسايتونغ” الألماني.
من ناحية أخرى لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين مروا بمسار حاد بعد الإصابة بفيروس كورونا، قد يصبحون أقل مناعة بسبب العدد الكبير من الالتهابات التي تعرضوا لها. لكن في الوقت نفسه، يكون لديهم عدد كبير من الفيروسات في أجسامهم، وهذا ما قد يؤدي إلى رد فعل جيد من جهاز المناعة.
واعتمدت الدراسة على عينات من دم ونخاع عظام 77 شخصاً أصيبوا بعدوى كورونا خفيفة. وبعد أربعة أسابيع من الإصابة، تم أخذ الدم منهم، وتم تكرار العملية بعد ذلك كل ثلاثة أشهر. كما تم أخذ نخاع عظام 18 مشاركاً بعد سبعة إلى ثمانية أشهر من الإصابة، وخمسة منهم أخذ نخاعهم العظمي مرة أخرى بعد حوالي عام من الإصابة.
وقارن العلماء عينات هؤلاء المرضى بعينات لأحد عشر شخصاً لم يصابوا أبداً. والنتيجة كانت كالتالي: رغم أن عدد الأجسام المضادة لفيروس كورونا انخفض في أجسام المتعافين من كورونا، إلا أنها ظلت في أجسامهم ولو بعد أحد عشر شهراً. يقول علي العبيدي، وهو أحد المشاركين في هذه الدراسة: “من الطبيعي أن تنخفض الأجسام المضادة بعد الإصابة الحادة، لكنها لا تنخفض إلى الصفر بل تستقر”.