الحدث بريس – ايمان الشاتي
تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد19، عبر العالم في تغيير نمط حياة البشر بحيث ظهرت سلوكيات جديدة لم يعتد عليها الناس، فقد أدت الجائحة إلى ظهور أشكال وطرق جديدة للتسول، خاصة في فترة حالة الطوارئ الصحية، والحجر الصحي، وكذا حظر التجول كإجراءات احترازية ووقائية للحد من انتشار الفيروس عبر البلاد.
هناك طبعا من دفعه اشتداد الفقر و زمن الحجر إلى طلب الإحسان والمعونة بتعفف واستحياء. لكن ليست هذه الفئة هي المعنية بهذا الموضوع، بل تلك الشريحة التي احترفت التسول حتى أبدعت فيه أساليب ماهرة وصارت لها فيه حيل وخدع ماكرة.
حيل جديدة للمتسولين في زمن كورونا
ومع هذه الأوضاع الجديدة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، لجأ العديد من المتسولين إلى ابتكار أساليب وطرق جديدة لإخفاء نشاطهم اليومي، بحيث يقومون بالتستر وراء غطاء الباعة المتجولين في مختلف الأماكن التي بها تجمع للمواطنين وتحديدا في الأسواق خلال فترات رفع الحظر.
ويتواجد المتسولون بكثرة عند أبواب المتاجر والمحلات والمخابز والوكالات البنكية وأجهزة الصراف الآلي، التي يقصدها العديد من الناس لسحب مدخراتهم المادية.
خلافا لسنوات سابقة وقبل انتشار الفيروس التاجي الجديد، كان المتسولون ينشطون قرب المساجد ومراكز التسوق وإشارات المرور والشوارع الرئيسية، إلا أن الأحياء السكنية والشوارع الفرعية ومحلات البقالة والصيدليات باتت اليوم وجهتهم المفضلة.
ومن الأساليب الجديدة في التسول، التي كانت مألوفة بشكل كبير في السابق، أسلوب الضغط على أزرار مختلفة لنظام الاتصال الداخلي الخاص بالعمارات interphone، وانتظار ما يجود به سكانها، الذين فرض عليهم الحجر الصحي البقاء بمنازلهم.
للمتسولين حججهم لاستدرار العطف
لهم أساليبهم في اختلاق الحجج المبررة لطلب الحاجة؛ كحاجتهم الملحة لبعض المواد الأساسية كالدقيق والسكر والشاي.. لهم ولذويهم، إثر تأثر وضعيتهم بسبب حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي المفروض على مختلف شرائح المجتمع.
تزداد ظاهرة التسول انتشارا، وتزداد معها الأساليب والحيل المعتمدة من طرف المتسولين وذلك لنيل عطف المحسنين، غير أن جل هذه الأساليب والأشكال يغلب عليها طابع الكذب والاحتيال، مستغلين في غالب الأحيان تعاطف المواطنين المغاربة في ظل هذه الآفة الصعبة التي يمر منها المغرب وباقي بلدان العالم بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا.
التسول الإلكتروني ظاهرة تغزو الانترنيت
مع تواصل امتداد وباء كورونا، وفرض حالة الطوارئ الصحية لقي العديد من المتسولين أنفسهم أمام العديد من التحديات التي تهدد استمرار أنشطتهم المعيشية، حيث لا مساجد مفتوحة ولا إشارات ضوئية للوقوف قربها كما كان عليه الحال قبل انتشار الجائحة التي أرخت بظلالها عليهم كالصاعقة.
وأمام هذه الظرفية اتجه البعض من المتسولين إلى اتخاذ مواقع التواصل الاجتماعي المكان المناسب لممارسة نشاطهم اليومي، في واحدة من أبرز تجليات جائحة كورونا وذلك عن طريق إرسال رسائل إلكترونية تتضمن العديد من القصص والروايات الوهمية من أجل استعطاف الناس لإعطائهم المال.
وقد انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من حملات التبرع الوهمية بحجة مساعدة بعض العائلات التي توقفت أنشطتها بسبب تفشي وباء كورونا، إلا أن أغلب هذه الحملات تفتقد لأي سند أو مبرر معقول وغرضها الوحيد هو الربح المادي لا المساعدة.
تحايل واحتيال
في ظل انتشار أزمة كورونا، ظهر شكل جديد من أشكال التسول من طرف مغاربة يدعون بأنهم من بلدان أخرى تقطعت بهم السبل ولا يستطيعون العودة إلى بلدانهم نظرا للظروف الحالية بسبب إغلاق الحدود وتوقف حركة الطيران وأنهم بحاجة لشراء المواد الغذائية والأدوية.
فيما زعم آخرون أنهم فقدوا وظائفهم نظرا للتوقف المفاجئ للأنشطة التي كانوا يمارسونها بعد تعليقها حتى إشعار آخر، أو أنهم ينحدرون من مناطق أخرى بالمغرب كان بها مصدر عيشهم، لكنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على الانضباط لإجراءات الحجر بمدن أخرى بعد توقف حركة المواصلات بين جهات البلاد.
تعددت السبل والحيل والتسول واحد، فلم يعدم من احترف التسول أن يتوسل أساليب جديدة لضمان مورد رزقه في زمن الجائحة، وهو الذي دأب على اختلاق وضعيات مختلفة تجعل قلوب المحسنين تلين سريعا فتتعاطف معه، بعد أن تنطلي عليها حيله.