رغم تقدم السن و وطأة الأعوام، يصرّ كثير من كبار السن من الحجاج على خوض رحلة العمر إلى الديار المقدسة، متحدّين متاعب السفر و مشقة الشعائر، في سبيل أداء ركن الإسلام الخامس. بين الطواف و السعي، و في رحاب المشاعر المقدسة، تختلط الدموع بالدعاء، و تحمل كل نظرة حنينًا و شوقًا عمره سنوات.
قصص من أعماق المشاعر
عدد من الحجاج المغاربة المشاركين في موسم حج هذا العام 1446 هـ، رووا مشاعر إمتزجت فيها الفرحة بالرهبة، بعد إنتظار طويل و صبر إستمر لعقود.
يقول الحاج عبدالسلامالمودن (67 سنة)، القادم من نواحي فاس:
“ظننت أنني لن أبلغ مكة إلا في المنام…إنتظرت أكثر من عشرين سنة، و كنت أقتطع من معاشي القليل كل شهر. اليوم، و أنا أطوف بالبيت الحرام، لا أصدق أنني حققت حلم حياتي”.
و تروي الحاجة فاطمةالإدريسي (62 سنة) من مدينة مراكش، و هي تغالب دموعها :
“كل خطوة هنا تساوي سنوات من الدعاء. هذه الرحلة شفاء للقلوب المتعبة، و فرصة نادرة لغسل الحزن و التعب برحمة الله”.
تنظيم مغربي محكم لحج 1446 هـ
و يبلغ عدد الحجاج المغاربة لموسم حج هذا العام 34 ألف حاج، منهم 22,400 ضمن التنظيم الرسمي، و 11,600 عبر وكالات الأسفار. و قد تم تنظيم 79 رحلة جوية، إنطلقت أولها في 14 ماي، و إختتمت آخرها في 2 يونيو الجاري.
و في تصريح بهذا الخصوص، قال يوسفالعلوي، عضو في البعثة الإدارية المغربية :
“نسعى لتأمين كل الظروف المناسبة لحجاجنا من خلال التنسيق مع السلطات السعودية، و توفير التأطير الديني و الصحي و الخدمات اللوجستيكية. هدفنا أن يؤدي الحاج المناسك بأمن و طمأنينة”.
يرافق الحجاج 462 مرافقًا، بمعدل مرافق لكل 49 حاجًا، إضافة إلى 165 عضوًا في البعثة الإدارية، و 82 إطارًا صحيًا، إلى جانب 24 عالمًا و عالمة يشرفون على الجانب الفقهي و التربوي.
الحج في أرقام
بلغ عدد الحجاج في موسم حج العام الماضي 1,833,164 حاجًا، منهم 221,854 من داخل المملكة (12.1%)، و 1,611,310 من خارجها (87.9%).
و تبقى تجربة الحج بالنسبة لكثير من المغاربة رحلة عمر لا تُنسى، لا تختصرها الأرقام، بل تسكنها المشاعر، و تحكيها العيون، و توثقها الدموع التي تسيل من عيون أتعبها الإنتظار و آنست أخيرًا بدفء الوصول.
التعليقات مغلقة.