أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اليوم، الأربعاء، تعيين الألماني توماس توخل مدربًا للمنتخب الأول لإنجلترا، على أن يبدأ مهامه رسميًا في بداية عام 2025. يأتي هذا القرار بعد فترة تولي غاريث ساوثغيت لمنصب المدير الفني منذ عام 2016، حيث قاد المنتخب في أربع بطولات كبرى، كان أبرزها الوصول إلى نهائي كأس أوروبا مرتين، ونهائي كأس العالم مرة واحدة.
وفي بيان رسمي، أكد الاتحاد الإنجليزي أن توخل، الفائز بدوري أبطال أوروبا مع تشلسي، سيعاون في مهامه المدرب الإنجليزي أنتوني باري، الذي سبق له العمل معه في بايرن ميونيخ. ويُعتبر توخل ثالث مدرب أجنبي في تاريخ “الأسود الثلاثة”، بعد السويدي سفن-غوران إريكسن (2001-2006) والإيطالي فابيو كابيلو (2007-2012).
توخل: خبرة أوروبية ورؤية مستقبلية
توخل، البالغ من العمر 51 عامًا، يتمتع بسجل تدريبي مميز، حيث درب أندية كبيرة مثل بوروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ الألمانيين وباريس سان جيرمان الفرنسي، بالإضافة إلى تشلسي الإنجليزي. ويملك في جعبته عدة ألقاب محلية وقارية، إلا أن أبرز إنجازاته جاءت في إنجلترا، عندما قاد تشلسي للفوز بدوري أبطال أوروبا في 2021، وكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية.
توخل أُقيل من تشلسي في خطوة مفاجئة في سبتمبر 2022، لكن خبراته الواسعة جعلت منه خيارًا مثاليًا للاتحاد الإنجليزي، الذي يسعى إلى إنهاء فترة جفاف دامت 58 عامًا منذ فوز إنجلترا بمونديال 1966.
طموحات وإنجازات مرتقبة
في تصريحاته بعد تعيينه، أعرب توخل عن فخره بالفرصة التي أُتيحت له لقيادة منتخب إنجلترا، مؤكدًا على ارتباطه الخاص بكرة القدم في هذا البلد. وقال: “أنا فخور للغاية لأنني حصلت على شرف قيادة منتخب إنجلترا… الحصول على فرصة تمثيل إنجلترا هو امتياز كبير، وفرصة العمل مع هذه المجموعة الخاصة والموهوبة من اللاعبين مثيرة للغاية”.
الاتحاد الإنجليزي يعوّل على خبرات توخل في قيادة الجيل الجديد من اللاعبين، الذي يضم أسماء بارزة مثل هاري كاين، الهداف التاريخي لإنجلترا، وجود بيلينغهام وكول بالمر. ويأمل أن يقود توخل هذا الفريق لتحقيق نجاحات كبيرة، خاصة في ظل اقتراب منافسات كأس العالم 2026.
انتقادات وتحديات
رغم الحفاوة التي قوبل بها تعيين توخل، لم يسلم الاتحاد الإنجليزي من الانتقادات، خاصة بسبب عدم منح الفرصة لمدرب وطني. البعض يرى أن الإنجليزيين قادرون على قيادة المنتخب، خاصة بعد الأداء المشرف الذي قدمه ساوثغيت خلال السنوات الثماني التي قضاها على رأس الجهاز الفني.
مع ذلك، يبقى التحدي الأكبر أمام توخل هو إعادة منتخب “الأسود الثلاثة” إلى منصات التتويج. ورغم الإنجازات التي حققها ساوثغيت، إلا أن المنتخب لم يتمكن من الظفر بأي لقب. والآن، يقع على عاتق توخل قيادة إنجلترا للفوز ببطولة كبرى للمرة الأولى منذ عقود.
تصريحات الاتحاد الإنجليزي
مارك بولينغهام، الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي، قال في بيانه: “نحن سعداء بتعيين توماس توخل، أحد أفضل المدربين في العالم… كان توماس مثيراً للإعجاب للغاية وبرز بخبرته الواسعة ودوافعه”. وأضاف: “منذ استقالة غاريث، عملنا على تقييم عدد من المرشحين، وتوخل كان الخيار الأنسب لتولي القيادة”.
في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيكون توخل هو المدرب الذي يقود إنجلترا لكسر عقدة البطولات الكبرى؟ الجماهير تنتظر، والآمال معلقة على الألماني المخضرم لكتابة فصل جديد في تاريخ المنتخب الإنجليزي.