كشفت نتائج زيارة الرئيس الرواندي بول كاغامي إلى الجزائر وفق مراقبين، عن إخفاق دبلوماسي جديد يضاف إلى سلسلة من النكسات التي تتكبدها الجزائر في ملف تراهن عليه سياسياً منذ عقود.
فقد اختار الرئيس الواندي التزام الصمت حيال قضية الصحراء المغربية ، رغم محاولة نظام الجزائر ادراجها ضمن اجندة المحادثات الثناىية ،متفاديا الإدلاء بأي تصريح مباشر أو غير مباشر يُفهم على أنه دعم لجبهة “البوليساريو”.
كما خلت منشوراته الرسمية على منصة “إكس” “تويتر سابقاً” من أي إشارة للنزاع، ما فسّر على نطاق واسع كرفض ضمني للانخراط في مناورة دبلوماسية تستهدف الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وسارع الإعلام الرسمي الجزائري ، وعلى رأسه ما يسمى بـ”وكالة الأنباء الصحراوية”، رغم التزام رواندا الحياد إلى نشر رواية تزعم أن الرئيسين كاغامي وتبون عبّرا عن دعمهما لما وصفته الوكالة بـ”حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره عبر استفتاء حر ونزيه”.
كما أضعف غياب هذا التصريح عن المصادر الرسمية الرواندية من مصداقية تلك الرواية، التي سقطت بسرعة أمام التحقق الصحفي والمراقبة الدولية.
ويؤكد متابعون أن امتناع كاغامي عن الاصطفاف خلف الطرح الجزائري لا يعكس فقط حرص رواندا على عدم التورط في نزاع إقليمي معقد، بل يُعد أيضاً مؤشراً على تغير تدريجي في المواقف داخل القارة الإفريقية تجاه قضية الصحراء،.
وتراجع في هذا السياق العديد من الدول مواقفها السابقة وتسحب اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة، في ظل تنامي الدعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي وذي مصداقية تحت السيادة المغربية.
كما رأى محللون أن هذا الموقف الرواندي المتزن يندرج في إطار توجه جديد في السياسة الخارجية لعدد من الدول الإفريقية، يقوم على الحياد الإيجابي والابتعاد عن الاستقطابات الإيديولوجية التي طبعت مواقف القارة في فترات سابقة، مقابل تغليب المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
ويبدو أن الجزائر باتت تواجه صعوبات متزايدة في حشد الدعم الإقليمي لأطروحتها، لا سيما بعد أن أصبحت تعاني عزلة متنامية داخل الاتحاد الإفريقي نفسه، حيث فقدت الكتلة الداعمة للبوليساريو العديد من حلفائها التقليديين.