اتهمت أوكرانيا قوات روسيا باستهداف البنية التحتية للمياه في مدينة كريفي ريه (وسط) بقصف صاروخي، ووعد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بمواصلة القتال حتى النصر، في حين حذرت موسكو من إمداد كييف بصواريخ باليستية أميركية.
وقال أليكسندر فيلكول عمدة مدينة “كريفي ريه” جنوبي مقاطعة دنيبروبتروفسك وسط أوكرانيا، إن إحدى منشآت البنية التحتية الهيدروليكية في المدينة تعرضت أمس الأربعاء لقصف صاروخي روسي أدى إلى تأثر إمدادات المياه.
ونشرت صفحات أوكرانية محلية صورا لآثار قالت إنها لقصف استهدف محطة مياه تحتوي على سد عند خزانات كاراشونوفسكي قرب نهر إنغوليتش، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه ودخولها إلى أحياء وشوارع في المدينة.
مهددة بالفيضانات
وقال المسؤول في الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشينكو إن مدينة كريفي ريه -وهي مسقط رأس زيلينسكي- مهددة بالفيضانات بعد أن دمرت ضربة روسية البنية التحتية للمياه، وتسببت في فيضان أحد الأنهار.
وأضاف تيموشينكو “في مكان الضربة نلاحظ تدفقًا للمياه يبلغ 100 متر مكعب في الثانية، مما يمثل حجما كبيرا. ويتغير مستوى المياه في (نهر) إنغوليتش كل ساعة”. وقالت سلطات المدينة إن 7 صواريخ كروز أطلقت من طائرة ألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية وتسببت في انقطاع المياه، ولكن دون أن تسفر عن وقوع إصابات.
ووصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كولبيا الهجوم الصاروخي الروسي على البنية التحتية لمدينة كريفي ريه بجريمة حرب وعمل إرهابي.
زيارة زيلينسكي
وفي الشرق الأوكراني، زار الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء مدينة إزيوم الواقعة جنوبي خاركيف، والتي استعادت القوات الأوكرانية مؤخرا السيطرة عليها من القوات الروسية، وتعهد زيلينسكي باسترجاع كافة الأراضي الأوكرانية من يد القوات الروسية، مشيرا إلى أن بلاده تسير في اتجاه واحد فقط، هو الاتجاه نحو النصر.
وتأتي تصريحات الرئيس الأوكراني بعد إعلانه استعادة السيطرة على أكثر من 4 آلاف كيلومتر مربع من يد القوات الروسية شرقي البلاد خلال الأيام الماضية.
ويعد السقوط السريع لإيزيوم في إقليم خاركيف أسوأ خسارة عسكرية لروسيا منذ أن أُجبرت قواتها على الانسحاب من العاصمة الأوكرانية كييف في مارس/آذار الماضي.
وذكرت رويترز أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تبحث غدا اقتراحا من زيلينسكي لمخاطبة اجتماعها السنوي عبر كلمة مسجلة مسبقا.
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين أن موسكو قد تدعو للتصويت على القرار المقترح بمخاطبة زيلينسكي الجمعية العامة عبر مقطع مصور، وأن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة يؤكد معارضة بلاده للسماح له بالتحدث عبر مقطع مصور.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها كبدت القوات الأوكرانية خسائر بشرية كبيرة خلال اليوم الماضي، على مختلف محاور القتال في أوكرانيا. وأعلنت الوزارة مقتل نحو 800 عسكري أوكراني في قصف على المواقع الأوكرانية في خاركيف (شمال شرق) وميكولايف (جنوب غربي) ودونيتسك (جنوب شرق) وزاباروجيا (جنوب)، على حد تعبيرها.
وكانت هذه الوزارة قد بثت صورا قالت إنها لقيام مروحيات هجومية روسية بقصف زوارق أوكرانية. وأوضحت أن الزوارق الأوكرانية التي جرى استهدافها حاولت عبور نهر دنيبرو للإنزال قرب محطة زاباروجيا النووية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مروحياتها دمرت معظم الزوارق، وأفشلت محاولة العبور والإنزال.
تحذير روسي
من جهة أخرى، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف إنه إذا حصلت كييف على صواريخ باليستية من الولايات المتحدة يصل مداها إلى 300 كلم، فإن المدن الروسية الكبرى والبنية التحتية الصناعية وقطاع النقل في روسيا ستتعرض لتهديد مباشر.
وأضاف السفير الروسي في تصريح لقناة “روسيا اليوم” أن مثل هذا السيناريو سيعني انخراطا مباشرا للولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مع روسيا.
ومنذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي، أعلنت واشنطن عن تزويد أوكرانيا بدفعات متتالية من الأسلحة والمنظومات الصاروخية، إضافة إلى دعم مالي كبير، إلا أن كييف لا تزال تطلب المزيد.
وأجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش أمس الأربعاء مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن ملفات منها توسيع مبادرة الحبوب الأوكرانية، والصادرات الروسية، وأسرى الحرب مع أوكرانيا، ومحطة زاباروجيا للطاقة النووية.
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، جرى في إسطنبول برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وغوتيريش، توقيع وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.
وفي الملف نفسه، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار هاتفيا أمس الأربعاء مع نظيره الأوكراني ألكسي ريزنيكوف ووزير البنية التحتية أولكسندر كوبراكوف، المساعدات الإنسانية وشحن الحبوب.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن الاتصال تناول قضيتي المساعدات الإنسانية المقدمة إلى أوكرانيا، وشحن الحبوب (عبر البحر الأسود بموجب اتفاق إسطنبول).
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الأمم المتحدة بدأت محادثات بشأن إعادة تشغيل خط أنابيب مادة الأمونيا من روسيا إلى ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود.
وشدد كوليبا على أن كييف لن تقر بأي اتفاق يتناقض مع مصالح أمنها القومي.