الحدث بريس : متابعة
في واقعة نادرة على مستوى المشهد السياسي المغربي، نشر رئيس الحكومة المغربية، والامين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني بلاغا لحزب الاستقلال الذي يوجد خارج الحكومة.
واستغرب العديد من المتتبعين بموقع “تويتر” ما أقدم عليه الأمين العام لـ”البيجيدي”، حيث شارك على صفحته البلاغ الذي أصدره اليوم حزب الاستقلال والذي يتضمن في بعض فقراته تقريعا للحكومة التي يرأسها العثماني!
ومن جملة ما جاء في بلاغ اللجنة التنفيذية لحزب الميزان:”رفضها لكل الدعوات الرامية إلى الالتفاف على المسار الديمقراطي والتطور السياسي ببلادنا، والعودة ببلادنا إلى ممارسات ماضوية بائدة، وتؤكد تتشبتها بالخيار الديمقراطي كإحدى الثوابت الدستورية التي لا يمكن المساس بها ، وبالآلية الانتخابية كمحدد أساسي في تشكيل المؤسسات المنتخبة وفي تدبير الشأن العام”.
وهي الفقرة (أعلاه) التي أرفقها العثماني برابط البلاغ على صفحته، في إشارة إلى اهتمامه البالغ بموقف الاستقلال الرافض لتشكيل حكومة وحدة وطنية لتجاوز تداعيات وباء كورونا، بيد أن الأمر لايزال حبيس المفاوضات بين كل الفرقاء السياسيين المغاربة على اختلاف انتماءاتهم.
الغريب في الأمر كما تم الإشارة إليه أن البلاغ يحمل في طياته نقدا لاذعا لحكومة العثماني من قبيل؛” دعوة الحكومة إلى اعتماد استراتيجية تواصلية محمكة وواضحة، وتوحيد المواقف والرسائل، وتجاوز حالة الغموض وإرباك الرأي العام جراء المواقف المتباينة والمتناقضة لأعضاء الحكومة أمام غياب آلية الناطق الرسمي باسم الحكومة”.
النقد لم يتوقف ها هنا، بل زادت اللجنة التنفيذية لحزب الميزان قائلة:”نطالب الحكومة بالإعلان بشكل واضح عن مخططها للخروج من حالة الحجر الصحي وتصورها لرفع حالة الطوارئ الصحية، والأجندة الزمنية المؤطرة لمضامينها ولمختلف المراحل المرتبطة بها، وإخبار الرأي العام بالقرارات قبل أيام من اتخاذها، وتكثيف عمليات التواصل حولها”.
البعض، اعتبر ان العثماني “يريد مغازلة حزب الاستقلال والتودد إليه في هذه الظروف التي ذهبت فيها العديد من الاراء السياسية إلى أن الحل الأمثل لتجاوز الوضعية الراهنة هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة الاطياف الحزبية، وهو الأمر الذي لا يريده البيجيدي بعد أن أحكم سيطرته على الحكومة لولايتين”.
فيما قال مغردون إن “العثماني أو المكلفون بتسيير صفحاته غالبا ما يرتكبون هفوات خطيرة، عبر تدوينات أو تغريدات لا تُقرأ عواقبها، وفي حالة هذا البلاغ فإن العثماني قد تبنى موقف الاستقلاليين ورفض مواقف الاحزاب الاخرى رغم أن كل شيء لا زال على مائدة المفاوضات”.