فوجئ زبناء وكالة بنكية، تابعة لشركة شهيرة توجد بـ”السيال” بالحي الحسني في الدار البيضاء، بإغلاق أبوابها، أمس (الجمعة)، وتعذّر عليهم القيام بالإجراءات أو السؤال عن تحويلاتهم وغير ذلك من الخدمات المصرفية، قبل أن يتأكدوا بأن الوكالة أغلقت منذ يومين، بسبب مشاكل داخلية.
وأوردت يومية “الصباح” على صفحتها الأولى في عددها لنهاية الأسبوع، أن الأمر يتعلق بالسطو على مبالغ مالية من أرصدة، بلغت إلى حدود أمس الخميس، 500 مليون، فيما يرجح أن يكون الخصاص أكثر من ذلك، ما استدعى إخضاع مجمل الحسابات المفتوحة بالبنك إلى افتحاص وتدقيق للوقوف على الحجم الحقيقي للمبالغ.
وحسب مصادر متطابقة، تقول اليومية، فإن النيابة العامة بالبيضاء والشرطة القضائية المحلية دخلتا على خط الأبحاث، إثر شكاية من الممثل القانوني للشركة المصرفية، إذ تم إيقاف المشكوك في أمره، وهو مسؤول عن الصندوق، نائب المديرة الوكالة البنكية، مساء أمس الخميس، على ذمة البحث، ووضع رهن الحراسة النظرية، للبحث معه حول التهم المنسوبة إليه ومآل المبالغ المختلسة من حسابات الزبناء وودائعهم.
وذكرت المصادر نفسها أن وضع اليد على أموال الزبناء انطلق منذ مدة، وأن نائب المديرة كان يتلاعب في الحسابات والأرقام للإيهام بسلامة العمليات، قبل أن يبلغ الخصاص درجة استشعرها زبناء، لتضطر الإدارة المركزية إلى إيفاد مفتشين للافتحاص، إذ ساد الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بمبلغ لا يفوق 100 مليون، إلا أن المفاجأة كانت كبيرة، وأجبرت المسؤولين على إغلاق الوكالة، لإجراء تدقيق شامل، لحصر المبالغ المختلسة بدقة.
وقالت المصادر ذاتها إن المديرة تقاعست عن المراقبة وأن نائبها استغل ذلك، معتقدا أن المبالغ التي يختلسها سيقوم بإرجاعها بسهولة دون أن يدرك أحد ذلك.
وتابعت اليومية سرد أحداث القضية على صفحتها الثانية، مرجعة عمليات السرقة إلى سقوط نائب المديرة المتوفر على القن السري للولوج إلى الحسابات والودائع المالية، في فخاخ محتالين تقمصوا دور رجال أعمال ينشطون في مجال الصيد البحري وربطوا صداقة معه، كما أظهروا له أنهم ينجزون عمليات سريعة تدر عليهم أرباحا، سيما بعد فتحهم حسابا بالوكالة، ونفخه بأموال يرجح أنها عائدات عمليات نصب.
وشاركهم نائب المدير المذكور في البداية بمبلغ، ومدوه بالأرباح ليبتلع الطعم، ويجازف بمبالغ أخرى، أدخلته في دوامة من التسويفات ودفعته إلى إضافة مبالغ لاسترجاع كل ما استثمره، دون أن يدرك أنه كان يزيد من تأزيم وضعيته، قبل أن يتخلى عنه المحتالون ويكتشف أنه كان يطارد السراب، حسب الصحيفة ذاتها.
وينتظر أن تحال المديرة بدورها للمساءلة، بالنظر إلى وظيفتها الأساسية المتجلية في الإشراف والمراقبة.