شهد البحر الأحمر، أمس الثلاثاء، تصعيدًا جديدًا في وتيرة الهجمات البحرية، بعد شهور من الهدوء النسبي، حيث أودى هجوم عنيف على سفينة الشحن إيترنيتي سي بحياة أربعة من طاقمها، وفق ما أفاد به مصدر مطّلع. السفينة، التي ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، تعرضت لهجوم معقّد نفذ باستخدام زوارق سريعة وقوارب مُسيرة، قبالة السواحل اليمنية.
الهجوم، الذي يأتي بعد ساعات فقط من إعلان جماعة الحوثي مسؤوليتها عن إغراق ناقلة أخرى تُدعى ماجيك سيز، يُعدّ الأعنف منذ يونيو الماضي، ويعيد إلى الواجهة المخاطر المتزايدة التي تتهدد الملاحة في أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن الهجوم أسفر أيضًا عن إصابة عدد من البحارة، بينهم اثنان على الأقل في حالة حرجة، فيما أكد مصدر أن أحد المصابين لفظ أنفاسه على متن السفينة متأثرًا بجراحه. ويتكوّن طاقم إيترنيتي سي من 22 فردًا، بينهم 21 فلبينيًا وروسي واحد.
وصرّحت مصادر أمنية بحرية أن السفينة تعرضت لقصف صاروخي أُطلق من زوارق مأهولة، إلى جانب هجوم بالقوارب المسيرة، ما تسبب في أضرار جسيمة أجبرتها على الجنوح، في حين تستعد شركتان متخصصتان في الأمن البحري، إحداهما يونانية، لتنفيذ عملية إنقاذ للطاقم المحاصر.
بعثة الاتحاد الأوروبي المعنية بحماية الملاحة في البحر الأحمر (أسبيدس) أكدت وقوع إصابات في صفوف الطاقم، فيما أبلغت ليبيريا المنظمة البحرية الدولية بمقتل اثنين من البحارة في الحادثة، في انتظار تأكيد باقي التفاصيل من الجهات المشغلة للسفينة، التي لم تصدر أي بيان رسمي حتى الآن.
وفي سياق متصل، تجري السلطات اليونانية محادثات دبلوماسية مع السعودية بشأن تداعيات الحادث، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تداعيات أوسع على الأمن البحري والتجارة العالمية، لاسيما بعد الهجوم السابق على ناقلة ماجيك سيز، الذي أدى إلى غرقها، وفق تأكيد من شركة أمن بحري كانت قد أرسلت فريقًا إلى موقع الحادث.
تجدر الإشارة إلى أن جماعة الحوثي كثّفت منذ نوفمبر 2023 من هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر، في ما تقول إنه “دعم للفلسطينيين” في الحرب الجارية بقطاع غزة، ما تسبب بانخفاض كبير في حركة الملاحة وقلق دولي متزايد حيال سلامة الخطوط البحرية في المنطقة.
وبمقتل البحارة الأربعة في الهجوم الأخير، يرتفع عدد ضحايا الهجمات على السفن في البحر الأحمر إلى ثمانية منذ بدء التصعيد الحوثي.