أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أمس الأربعاء بسلا، أن تخليد الذكرى الـ 81 للإنتفاضات الشعبية ليوم 29 يناير 1944 بعدوتي الرباط و سلا، مناسبة سانحة لإستخلاص العبر و دعوة لصون الذاكرة التاريخية.
و أبرز الكثيري، في كلمة له بمناسبة مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بمركز التنشيط الفني و الثقافي سلا – تابريكت، تخليدا لهذه الذكرى المجيدة، أن الإحتفاء بهذا الملحمة يشكل وقفة لإستحضار القيم الروحية و الوطنية.
و إستحضر خلال هذا المهرجان الخطابي الذي عرف مشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين و المتخصصين، و حضره، على الخصوص، ممثلون عن السلطات المحلية و مقاومون قدماء و ذوو حقوق قدماء المحاربين، السياقات التاريخية الوطنية و الدولية التي رافقت إندلاع إنتفاضة 29 يناير.
و ذكر في هذا الصدد بالأحداث العالمية الكبرى التي أثرت في مسار حركة المقاومة بالمغرب آنذاك، مثل إنهزام فرنسا أمام ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية و عقد ميثاق الأطلسي بين أمريكا و بريطانيا، و التطورات على المستوى الوطني إنطلاقا من التحركات السرية لقيادة المقاومة وصولا إلى مؤتمر أنفا سنة 1943 و المطالبة العلنية بالإستقلال في 11 يناير 1944.
و تطرق الكثيري في كلمته إلى الحمولة القيمية لإنتفاضة 29 يناير، مركزا على مسألة التلاحم الإستثنائي بين الشعب و قيادته في هذه الفترة الحرجة من تاريخ بلادنا، مذكرا في هذا السياق بالمشاركة الشخصية لولي العهد آن ذاك المغفور له الحسن الثاني في هذه الإنتفاضة التي أبان فيها المتظاهرون عن عزة و شموخ منقطعي النظير، و ما تلا هذه المشاركة المولوية من تعبئة شعبية كبيرة.
من جهتهم، أجمع المتدخلون على أن الذكرى الـ 81 لإنتفاضة 29 يناير المجيدة تعد بمثابة تذكير بالقيم الجليلة التي إنبثقت من هذه الملحمة الوطنية الكبرى، مشددين على ضرورة الحفاظ على اللحمة بين الشعب و قيادته، و هي الميزة التي تفردت بها المملكة المغربية بين الأمم على مر العصور.
و توجه الكثيري قبل إنطلاق هذا المهرجان الخطابي إلى كل من مقبرة يعقوب المنصور و مقبرة باب العلو و مقبرة سيدي بنعاشر للترحم على أرواح شهداء انتفاضة 29 يناير، كما تلى المهرجان الخطابي تكريم صفوة من قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير المنتمين لمدينة سلا.