نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، اليوم السبت بسيدي إفني، مهرجانا خطابيا، بمناسبة تخليد الذكرى ال 67 لإنتفاضة قبائل آيت باعمران.
و تعد هذه الذكرى، التي تتزامن مع تخليد الذكرى ال 68 لإنطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بجنوب المملكة، ملحمة تاريخية مفصلية في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية و الإستقلال و تحقيق الوحدة الترابية.
و شكل هذا اللقاء فرصة لإستحضار الدلالات و الدروس و العبر المستخلصة من هذه الملحمة الوطنية التي جسدت محطة مشرقة و وازنة في مسار الكفاح الوطني.
و أبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن الذكرى ال67 لإنتفاضة قبائل آيت باعمران تعد معلمة تاريخية مشرقة في مسار الكفاح الوطني من أجل إستكمال الإستقلال الوطني و تحقيق الوحدة الترابية و الدفاع عن مقدسات البلاد و ثوابتها.
و قال المتحدث نفسه، أن قبائل آيت باعمران ظلت ثابتة على المبدأ و وفية للمقدسات، و مخلصة لروابط البيعة، متمسكة بمغربيتها و بمقوماتها الدينية و الوطنية التي لم تزدها حملات القهر و التنكيل التي شنتها سلطات الإستعمار ضد هذه القبائل المشهود لأهلها بالشهامة و الشموخ، إلا تحديا و صمودا ضد الإستعمار الأجنبي.
و إستحضر المندوب السامي مسارات و مراحل إنتفاضة قبائل آيت باعمران و كذا الملاحم البطولية التي خاضتها هذه القبائل في مسيرة الكفاح الوطني، مشيرا في هذا السياق، إلى الإنتفاضات العارمة و المواقف البطولية لأبناء هذه المنطقة حينما أقدمت سلطات الحماية على نفي بطل التحرير و الإستقلال جلالة الملك المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، و أسرته الشريفة، حيث عمت المظاهرات الحاشدة ربوع سيدي إفني إستنكارا لتلك الجريمة الشنعاء.
و أشار إلى الحضور القوي لسيدي إفني في إنتفاضة 23 نونبر 1957، حيث شارك أبناؤها في المعارك الضارية التي دارت رحاها بالمنطقة و حقق المجاهدون خلالها النصر و ألحقوا بالعدو أنكر الهزائم و أفدح الخسائر، مستحضرا بعض المعارك البطولية ضد المستعمر و منها “بورصاص” و “بيزري” و “تيوغزة” و “بيجارفن” و سيدي إفني.
من جهته، أكد عامل إقليم سيدي إفني، الحسن صدقي، أن ذكرى إنتفاضة قبائل آيت باعمران تعد محطة بارزة و صفحة مشرقة، و إحدى اللحظات التاريخية للتأمل و التدبر في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية و الإستقلال و تحقيق الوحدة الوطنية.
و أضاف أن الإحتفاء بهذه الذكرى مناسبة لإستحضار الملاحم البطولية و التضحيات الجسام التي صنعها أبناء هذه المنطقة من أجل نيل الحرية و الإستقلال، و كذا وسيلة ناجعة لتربية الجيل الصاعد على التمسك بالمثل العليا للوطن.
و تميز هذا اللقاء، الذي حضره منتخبون و رؤساء المصالح الخارجية و شخصيات أخرى مدنية و عسكرية، بتكريم صفوة من قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير من أبناء إقليم سيدي إفني، و توزيع 73 إعانة مالية على عدد من المنتمين لأسرة المقاومين و أعضاء جيش التحرير، بغلاف مالي إجمالي قدره 152 ألف درهم، تهم الإسعاف الإجتماعي (73 إعانة)، و واجب العزاء (3 إعانات).
و تم على هامش هذا اللقاء، توقيع إتفاقية تعاون و شراكة بين النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بسيدي إفني، و المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية بالمدينة، تهدف إلى حفظ و تثمين الذاكرة التاريخية الوطنية و المحلية لسيدي إفني.
و وقع هذه الإتفاقية النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، المختار إدريسي، و مدير المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية، حفيظ أومسعود.