عبر عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عن عدم ندمه على تدخله لإصلاح صندوق المقاصة. مبررا الأمر بالأوضاع السيئة التي كان يعيشها المغرب بسبب هذا الصندوق، الذي كان، حسب تعبيره، يستنزف 30 مليار درهم. في الوقت الذي لم تكن فيه ميزانية المغرب تتجاوز 210 مليارات. مؤكدا على أن تدخله جنب المغرب أوضاعا كانت ستؤدي لانهيار الميزانية.
واعتبر بنكيران في مداخلته التي ألقاها اليوم الأحد 08 ماي الجاري بقاعة فلسطين بالرشيدية، أن دور الحركة الإسلامية هو الإصلاح والسعي لمعالجة الاختلالات بعيدا عن أي أطماع في الحكم. محذرا أتباع حزبه من الانزلاق وراء نماذج لبعض الحركات الإسلامية بالمنطقة التي جعلت همها الأساسي هو السعي إلى الحكم.
ودعا في كلمته، خلال ترؤسه لأشغال المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية لدرعة تافيلالت، الحاضرين للالتزام بالفهم الصحيح لما تتضمنه قيم المرجعية الإسلامية. مستشهدا بنهج “السلف الصالح” الذين كانوا يتبنون منطق “إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله”. بعيدا عن أي طموح أو طمع في الحكم.
وأشار إلى ضرورة أن يتصف أعضاء حزبه بالاستقامة وتمثل أخلاق الإسلام. مشيرا إلى أن حزبه دخل السياسة للإصلاح. وأن أي زيغ عن هذا النهج وتغليب الرغبة في الحكم سيوقعه فيما وقع للناس تاريخيا، “في إطار الصراع على السلطة، ومنهم من سجن”، حسب كلامه.
واستغرب بنكيران، من جهة أخرى، مما اعتبره محاولات البعض الإيقاع بينه وبين جلالة الملك. مؤكدا أن أي إصلاح تم إنجازه بالمغرب فالفضل يعود فيه للملك. ومشددا على أن “للملكية دورا مهما في حفظ هذا البلد، فلا داعي لدفعنا إلى تكرار هذا الموضوع في كل مرة”.
وأوضح، فيما يتعلق بالنتائج الكارثية التي حصدها الحزب في الانتخابات الأخيرة، أن القيادة السابقة تتحمل المسؤولية في جزء منها، مشيرا إلى أن النجاحات السابقة التي حققها العدالة والتنمية تعتبر في نظره اقتناعا لفئة من المغاربة بالمشروع الذي يحمله الحزب وبالقيم التي يمثلها.