ضحايا زلزال الحوز.. حين تتحول الخيام إلى قبور باردة
شارك
وسط الخيام البلاستيكية، وتحت وطأة التساقطات المطرية والبرد القارس. تتواصل معاناة ضحايا زلزال الحوز في أعالي جبال أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت، في انتظار تحرك الجهات المسؤولة لتنفيذ وعود إعادة الإعمار والإيواء.
ومع حلول شهر رمضان، تزداد تساؤلات المتضررين حول مدى جدية الالتزامات الحكومية تجاههم. خاصة مع توقف المساعدات الإنسانية وغياب زيارات المسؤولين.
الحرمان من التعويضات يزيد من المعاناة
رغم مرور أشهر على الزلزال، لا تزال شريحة واسعة من السكان المتضررين محرومة من التعويضات المالية. ما أثار استياءً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد وجد هؤلاء المواطنون أنفسهم في مواجهة الفقر والعوز. دون أي دعم مستدام، بعدما انقطعت عنهم المؤونة والمساعدات التي كانت تصلهم في الأيام الأولى بعد الكارثة.
هذا الوضع يسلط الضوء على تساؤلات مشروعة حول مدى جدية شعار “الدولة الاجتماعية”. في ظل استمرار التهميش وغياب أي حلول فعلية لإعادة الإعمار.
السلطات تضغط لإخلاء الخيام وسط غياب البدائل
وبدل تقديم حلول ملموسة، يواجه سكان المناطق المنكوبة ضغوطًا من بعض رجال السلطة وأعوانهم لإخلاء الخيام والعودة إلى منازلهم المتصدعة. رغم أنها تشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم، خاصة مع استمرار الهزات الارتدادية والتساقطات المطرية التي تزيد من هشاشتها.
هذا الوضع يزيد من تعقيد الأزمة، حيث يجد السكان أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: البقاء في العراء وسط ظروف مناخية قاسية، أو العودة إلى منازل آيلة للسقوط قد تشكل مقابر جماعية في أي لحظة.
وكالة تنمية الأطلس الكبير.. غياب تام عن الميدان
في الوقت الذي كان من المفترض أن تباشر وكالة تنمية الأطلس الكبير تنفيذ برنامج إعادة الإعمار. لا تزال هذه المؤسسة غائبة عن المشهد، رغم تعيين مديرها منذ أكتوبر 2024 وعقد مجلسها الإداري برئاسة رئيس الحكومة في ديسمبر الماضي.
وفي هذا الصدد، تساءل الحقوقي محمد الغلوسي عن الجدوى من إنشاء هذه الوكالة إذا لم تبادر إلى تقديم أي دعم ملموس للضحايا. مشيرًا إلى أن المسؤولين يلقون بالمسؤولية كاملة على عاتقها، وكأن ملف الزلزال أصبح خارج دائرة اهتمام الحكومة والقطاعات الوزارية المعنية.
وعود معلقة ومعاناة مستمرة
ما بين تأخر الوكالة، وغياب أي مبادرات حكومية فعلية، لا يزال المتضررون ينتظرون تنفيذ الوعود التي قُطعت لهم. بينما يواجهون يوميات قاسية وسط خيام هشة، تحاصرهم الثلوج ويزيدها البرد قسوة. وبينما يعيش المسؤولون في دفء مكاتبهم، يعيش هؤلاء السكان كابوسًا يوميًا، في انتظار بارقة أمل قد تضع حدًا لمأساتهم التي طال أمدها.