في ظل التحذيرات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية بشأن بلوغ الموجة الحرارية مستويات قياسية، حيث ستتجاوز درجات الحرارة في بعض المناطق 45 درجة مئوية، يشكل الخطر الناتج عن ضربات الشمس تهديدًا صحيًا جادًا. وهي حالة طبية طارئة قد تفضي إلى الوفاة إذا لم تُعالَج بصورة عاجلة.
يستعرض المقال الطرق الفعالة للوقاية من ضربات الشمس بالاستناد إلى آراء المتخصصين الطبيين وتحذيرات الجهات المعنية، فضلاً عن تجارب مواطنين مع هذه الحالة.
تعريف ضربات الشمس:
يرى المختصون في طب الطوارئ، بأن ضربة الشمس تحدث نتيجة ارتفاع مفرط في حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة مئوية، متجاوزة قدرة الجسم على التبريد الطبيعي عبر التعرق.
تتضمن أعراضها الأولية الصداع الشديد، الدوخة، القيء، وجفاف الجلد، وقد تصل إلى فقدان الوعي أو فشل الأعضاء الحيوية.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس:
وفقًا لتقارير صادرة عن وزارة الصحة العالمية، فإن الفئات الأكثر عرضة للإصابة تشمل كبار السن، الأطفال، الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، مثل السكري وأمراض القلب، وكذلك الأفراد العاملين في المهن الخارجية كالبناء والنظافة والتوصيل.
استراتيجيات الوقاية من ضربات الشمس:
في مواجهة موجات الحر المتكررة، توصي الجهات الصحية بما يلي:
1 تجنب التعرض للشمس في الفترة بين الساعة 12 ظهرًا وحتى الرابعة عصرًا
2. ارتداء ملابس قطنية ذات ألوان فاتحة لتمكين تهوية الجسم
3. شرب كميات وفيرة من المياه والسوائل حتى في غياب الشعور بالعطش
4. استخدام القبعات أو المظلات عند الخروج
5. البقاء في أماكن مكيفة أو مظللة قدر الإمكان
6. تطبيق كمادات باردة على الرأس والرقبة حال الشعور بالإجهاد الحراري
أهمية التوعية بخطورة ضربات الشمس:
نظرًا لتزايد حدة الموجات الحرارية بفعل التغيرات المناخية، يؤكد خبراء الصحة العالمية على ضرورة وضع سياسات وقائية واضحة، ومنها تعديل مواعيد العمل الصيفي للعاملين في الخارج، وزيادة الوعي بأخطار ضربات الشمس عبر وسائل الإعلام والمدارس، وتجهيز نقاط إسعاف سريع في المناطق المكتظة.
يشدد الأطباء على أن ضربة الشمس تتجاوز كونها مجرد تعب صيفي عارض؛ فهي تشكل خطرًا صحيًا حقيقيًا. الوقاية البسيطة قد تؤدي إلى إنقاذ الأرواح. لهذا، فإن الالتزام بالإجراءات الوقائية ونشر الوعي والتعاون بين الأفراد والدولة هو السبيل لتخفيف آثار موجات الحر بأقل الخسائر الممكنة.