بعد أكثر من سنتين من شغور منصب رئاسة الجمهورية، انتخب مجلس النواب اللبناني اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبلاد، في خطوة تنهي حالة الفراغ السياسي وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تحمل معها تحديات وأمالًا لتحقيق الاستقرار.
جلسة انتخاب تاريخية
عُقدت الجلسة في أجواء مشحونة، حيث شهد البرلمان نقاشات مكثفة خلال الساعات الأخيرة، وسط ضغوط دولية وإقليمية لتحقيق توافق بين القوى السياسية اللبنانية. وفي النهاية، حصل جوزيف عون على غالبية الأصوات اللازمة في الدورة الثانية من التصويت، ليصبح الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، وخامس قائد للجيش يصل إلى هذا المنصب في تاريخ البلاد.
دعم داخلي وخارجي حاسم
حظي انتخاب جوزيف عون بدعم واسع من القوى السياسية اللبنانية التي رأت فيه شخصية توافقية قادرة على قيادة البلاد في المرحلة المقبلة. كما لعبت الضغوط الدولية دورًا كبيرًا في ترجيح كفة قائد الجيش. حيث اعتُبر اختيار عون ضروريًا لتحقيق الاستقرار الداخلي، خاصة في ظل دوره الحاسم خلال الأزمات التي مرت بها البلاد مؤخرًا.
أزمات تنتظر الرئيس الجديد
يتولى جوزيف عون منصبه وسط ظروف صعبة يعاني فيها لبنان من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، إلى جانب التوترات السياسية المتراكمة.
ويرى المراقبون أن الدور الذي لعبه الجيش اللبناني تحت قيادته، سواء في حفظ الأمن أو تعزيز الاستقرار، ساهم بشكل كبير في تعزيز الثقة به كقائد قادر على توحيد الصفوف ومعالجة التحديات.
إصلاحات منتظرة وتحديات كبرى
يواجه الرئيس الجديد تحديات كبرى، أبرزها إعادة بناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، وإطلاق عجلة الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لمعالجة الانهيار المالي الذي يعصف بالبلاد منذ عام 2019.
كما يُنتظر منه تحقيق توافق سياسي داخلي يساعد في حل النزاعات المتعددة بين الأحزاب والطوائف اللبنانية.
انتخابات تاريخية تُنهي الفراغ السياسي
يأتي انتخاب جوزيف عون في وقت حساس بالنسبة للبنان، حيث يسود الأمل في أن تسهم قيادته في إعادة توجيه البلاد نحو الاستقرار والتنمية. وبينما يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق إصلاحات حقيقية، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها بداية فصل جديد قد يضع لبنان على طريق التعافي.