عاد عبد الإله بن كيران من جديد لقيادة حزب العدالة والتنمية، بعد الصدمة الي تلقاها أنصار الحزب والتقهقر الذي أصاب جميع هياكله في كل أرجاء التراب الوطني في الاستحقاقات الأخيرة. والتي كانت نتيجة للتسيير السيء للحزب، وللسياسة الإقصائية التي مارسها خلال الفترة التي قضاها في الحكم.
ولد عبد الإله بن كيران سنة 1954 بمدينة الرباط ،واشتغل مدرسا قبل الالتحاق بعالم السياسة. والتي جعلت من اسمه أسطورة وتاريخت مليئا بالصراع والمواجهة.
يعد بن كيران من الأسماء التي استطاعت تحقيق المصالحة مع القصر بعد فترة ليست بالهيئة من العمل في دهاليز السرية. شأنه في ذلك شأن” عبد الرحمان اليوسفي كاشتراكي معارض،” فمن العمل الجهادي الإسلامي إلى ممارسة السياسة، والرهان على صناديق الاقتراع.
يعتبر عبد الإله بن كيران حربائي المواقف. تتغير بتغير مواقفه نتيجة انتقاله من تنظيم لآخر. فقد تعاطف في بدايته مع حركة “23 مارس” ثم الإتحاد الوطني للقوات الشعبية. في الوقت الذي كان فيه كثير التردد على حزب الاستقلال. ليستقر به الحال اخيرا سنة 1976 في أحضان الشبيبة الإسلامية وهو تنظيم متهم بالتورط في اغتيال عمر بن جلون.
لم تتوقف مسيرة عبد الإله بن كيران عند هذا الحد. ففي سنة 1981 وبعد خلاف مع عبد الكريم مطيع انشق رفقة مجموعة من الشباب عن تنظيم الشبية الإسلامية السري. وقاموا بتأسيس “الحركة الإسلامية”وهي حركة سرية انتخب بن كيران رئيسا لها سنة 1986 لفترتين متتاليتين “1986-1994”.
وبعد الاعتقالات والمطاردات التي طالت الحركة خاصة بمدينة مكناس طالب بن كيران من أنصار وأعضاء الحركة التخلي عن العمل السري وتغيير اسم الحركة بما يليق وطبيعة المرحلة والاعتراف بإمارة المؤمنين. وهذا ما تأتى لها سنة 1988 لتسمى الحركة “حركة الإصلاح والتوحيد”.
لا غرابة اذا قلنا ان عبد الإله بن كيران حربائي المواقف، فإذا كان البعض يرى أن الحرباء يتغير لون جلدتها حسب وضعها الفيزيائي والفسيولوجي. فإن لونها يتغير كذلك حسب المحيط الخارجي والأشعة والحرارة وهذا بالضبط ما حصل مع بن كيران.
ففي سنة 2008 تولى بن كيران رئاسة الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية. ليشغل بعدها منصب رئيس الحكومة من أوائل 2011 حتى أواخر 2017. وقد تلقى خلال هذه الفترة سيلا من الانتقادات من معارضي سياسته التي اتهم فيها بالفساد .
استقال عبد الإله بن كيران من الأمانة العامة لحزب المصباح ليعوضه سعد الدين العثماني وبعد الهزيمة التي مني بها الحزب في استحقاقات 8 أكتوبر الماضي والتي كانت نتيجة الفساد وسوء التدبير يعود عبد الإله بن كيران إلى رئاسة حزبه عسى أن يرمم ما يمكن ترميمه بعد نفور قواعد حزبه والتحاق كوادره بأحزاب أخرى.