ارتفع عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي إلى 13 شهيدا، بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام وسيدة (23 عاما)، وأصيب نحو 90 بجروح مختلفة، في حين هددت إسرائيل بتوسيع نطاق عملياتها في غزة إذا تدخلت حماس ودعمت حركة الجهاد الإسلامي.
وأعلنت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي إطلاق عملية “وحدة الساحات” التي بدأت مساء أمس الجمعة ردا على العدوان، في حين أطلق جيش الاحتلال على العملية اسم “الفجر الصادق”، وعلل اختياره تلك التسمية “لتأكيد تركيزنا على حركة الجهاد التي تتخذ اللون الأسود شعارا”، حسب قوله.
تكثيف القصف
وبعد ساعات من الهدوء صباح اليوم السبت كثفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على القطاع، ودمرت منزلين بشكل كامل، واستهدفت عددا من المواقع في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
وقد أطلقت المقاتلات الإسرائيلية عددا من الصواريخ باتجاه منزل في حي الشيخ عجلين غرب مدينة غزة، وتسببت هذه الغارة بدمار كبير في المنازل المجاورة، كما دمرت المقاتلات الإسرائيلية بشكل كامل منزلا ثانيا في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وفي وقت لاحق، ذكر مراسل الجزيرة أن طائرة إسرائيلية قصفت عمارة سكنية من 5 طوابق غرب مدينة غزة.
وقد شنت إسرائيل عددا من الغارات على مناطق مختلفة من القطاع، منها هدف في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وآخر في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
واستهدفت المقاتلات الإسرائيلية موقعين عسكريين يتبعان لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي الأول جنوبي مدينة دير البلح، والثاني غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
واستهدفت المقاتلات كذلك برج مراقبة تستخدمه فصائل فلسطينية قرب الشريط الحدودي مع إسرائيل وسط قطاع غزة.
كما أعلن جيش الاحتلال أن طائراته الحربية هاجمت مواقع إضافية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي صباح اليوم في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الغارات استهدفت كذلك مواقع لإنتاج العبوات الناسفة، ولمواد تستخدم في إنتاج صواريخ، بالإضافة إلى استهداف مواقع لتصنيع قذائف الهاون.
وأضاف الجيش -في وقت سابق- أنه شن 30 غارة على أكثر من 40 هدفا تابعا لحركة الجهاد الإسلامي، وأطلق 55 صاروخا وقذيفة خلال اليوم الأول من العملية التي أطلق عليها اسم “الفجر الصادق”.
وذكر أن من بين الأهداف التي طالتها الغارات 5 راجمات صواريخ و6 ورش عمل لإنتاج الأسلحة ومستودعين لتخزين قذائف صاروخية ومستودعا واحدا لتخزين قذائف الهاون، إضافة إلى 6 مواقع رصد تابعة للجهاد الإسلامي.
أما حركة الجهاد الإسلامي -وفق بيان الجيش الإسرائيلي- فأطلقت نحو 160 قذيفة صاروخية باتجاه إسرائيل عبرت قرابة 130 منها الحدود إلى الداخل الإسرائيلي، فيما اعترضت القبة الحديدية 60 قذيفة وصاروخا، وسقطت باقي القذائف في مناطق مفتوحة أو في مناطق لا تحتاج إلى اعتراض، وفق ما جاء في البيان.
إصابات وقصف على تل أبيب وبن غوريون
وقالت سرايا القدس إنها قصفت تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت بـ60 صاروخا، كما أعلنت عن استهداف آليات إسرائيلية في موقع عسكري في فجة على حدود غزة.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بسقوط صاروخ على مصنع في منطقة إشكول واندلاع حريق في المكان.
وقال مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري إن المعلومات المتوفرة من الجهات الرسمية تشير إلى أن 40 إسرائيليا تم إسعافهم خلال الساعات الماضية، ولكن معظمهم أصيب إما نتيجة التدافع خلال الركض إلى الملاجئ أو بسبب الرعب.
وأكدت نجمة داود الحمراء (هيئة إسعاف رسمية إسرائيلية) أن 4 إسرائيليين أصيبوا خلال ركضهم نحو الملاجئ بعد دوي صفارات الإنذار عقب إطلاق صواريخ من غزة.
وقالت هذه الهيئة في بيان نقلته قناة كان الإسرائيلية الرسمية إن 5 أشخاص قد أصيبوا -من بينهم 4 بجروح طفيفة- خلال ركضهم نحو الملاجئ في مدينتي أسدود وسديروت (جنوب)، في حين أصيب خامس بحالة ذعر.
وفي سياق متصل، سقط جزء من صاروخ أطلقته منظومة القبة الحديدية المضادة للقذائف بالقرب من قسم الطوارئ في مستشفى برزيلاي بعسقلان (جنوب)، حسب المصدر ذاته.
كما ذكرت قناة “كان” أن صاروخا سقط في موقع بناء بحي غير مأهول في مستوطنة سديروت وخلف أضرارا مادية.
لا حديث عن تهدئة أو وساطات
وقد وجه وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اليوم السبت بمواصلة الهجمات ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، فيما لوح متحدث باسم الجيش بالتوسع برا وجوا داخل القطاع، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن وزير الدفاع بيني غانتس أجرى تقييما للوضع بمشاركة مسؤولين عسكريين، وأنه وجه بتشديد الإجراءات لإحباط إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
بدورها، نقلت قناة “كان” الرسمية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد ران كوخاف قوله “نحن في حملة مركزة ضد الجهاد الإسلامي، وسنواصل الهجمات واسعة النطاق من البر والجو”.
وأضاف كوخاف أنه إذا احتجنا إلى التوسع برا وجوا أو بأي وسيلة أخرى فسنفعل ذلك، ولن يُهدد أحد أو يُقيّد، لا غلاف غزة (المناطق الإسرائيلية المحيطة بالقطاع) ولا أي مدينة أو مواطن.
وبينما أكد جيش الاحتلال أنه يستعد “لأيام طويلة من العمليات العسكرية لنحو أسبوع، وإذا لزم الأمر فستكون أطول” أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المجلس الأمني الوزاري المصغر في إسرائيل سيجتمع الليلة لتدارس التصعيد في غزة.
وأشار المتحدث باسم جيش الاحتلال إلى أن إسرائيل لا تجري أي مفاوضات الوقت الحالي.
كما نفى مصدر قيادي في حركة الجهاد الإسلامي للجزيرة وجود أي وفد لها في القاهرة لإجراء مباحثات بشأن التهدئة ووقف إطلاق النار.
وقال المصدر إن الحركة تلقت اتصالات من عدة أطراف أمس الجمعة، لكنها أبلغت جميع الوسطاء بأن تركيزها الآن ينصب على الميدان.
وأضاف أنه لا مجال للحديث الآن عن تهدئة، فالأولوية هي مقاومة الاحتلال والتصدي للعدوان، مؤكدا استعداد حركة الجهاد الإسلامي لاستمرار المعركة وخلق ما وصفها بحالة استنزاف حقيقية مع جيش الاحتلال.
بدوره، قال ناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المقاومة والغرفة المشتركة للفصائل في حالة استنفار قصوى وتقدير مستمر للموقف من التصعيد.
اعتقالات بالضفة
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال أنه تم اعتقال 19 عنصرا من حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية اليوم السبت، فيما يشن ضربات على أهداف عسكرية في غزة.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن الجنود وعناصر من جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) أوقفوا 20 شخصا خلال عمليات دهم في وقت مبكر من صباح اليوم بالضفة المحتلة، من بينهم 19 من حركة الجهاد.