أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء بفاس، بصاحب الجلالة الملك محمد السادس “الرائد في التنوع والحوار بين الأديان والثقافات”.
وأكد غوتيريش، خلال ندوة صحفية على هامش أشغال المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة الذي تحتضنه مدينة فاس يومي 22 و23 نونبر الجاري، أن المغرب يعد “الفضاء الأمثل” لتنظيم هذا المنتدى، معربا عن امتنانه لجلالة الملك على “التزامه الشخصي والدائم بالدفاع عن الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح والتنوع بوصفها قيما تثري مجتمعاتنا وعالمنا”.
واعتبر أن “عقد هذا المؤتمر بإفريقيا، التي تقع ضحية ظلم دولي، وبالمغرب، حيث يضطلع جلالة الملك بدور رائد في الحوار بين الأديان، وبفاس تحديدا، المدينة التي تمثل التعايش والتنوع والاندماج، يعد في رأيي اختيارا مناسبا جدا”.
وفي هذا الصدد، لفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن هذا المنتدى يشكل “مؤتمرا مناهضا للكراهية والانقسام والنزاعات، وكذا مؤتمرا للتعاون الدولي والتعددية، ولإيجاد الظروف التي من شأنها تحقيق العدالة والمساواة في العالم”.
وشدد، في نفس السياق، على أن تنظيم هذه التظاهرة الدولية بإفريقيا يكتسي “دلالة عميقة”، مشيرا إلى أنها القارة الأكثر تضررا من التداعيات المتشابكة لجائحة “كوفيد-19” ومن عدم المساواة في توزيع اللقاحات والموارد المتاحة للتعافي في الفترة ما بعد “كوفيد”، وكذا في التداعيات السلبية لتغير المناخ.
وعلاوة على ذلك، قال غوتيريش إن إفريقيا تؤثر بقدر ضئيل في تغير المناخ وتعاني من نقص الدعم المالي الموجه للبلدان المثقلة بالديون، والتي لا تملك الموارد المالية اللازمة للاستجابة للوضعية المأساوية الناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، والتي تفاقمت جراء الحرب في أوكرانيا.
وردا على سؤال حول دور الرياضة في النهوض بالسلام في الوقت الذي تستضيف فيه قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم، اعتبر السيد غوتيريش أن الرياضة تشكل “ترياقا للحرب”.
وأضاف أن “الرياضة تمثل، في الأساس، نقيض الحرب. فمن خلال الرياضة، يستطيع الناس التنافس في ظل الاحترام المتبادل، بغض النظر عن الدين والثقافة والعرق، والقيام بذلك بطريقة تجمع الناس معا من شتى بقاع العالم”.
ويترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بشكل مشترك مع نائب الأمين العام، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، هذا المنتدى العالمي الذي يعرف مشاركة 1000 مشارك، موزعين بين وفود رسمية تنتمي إلى مجموعة دول ومنظمات أصدقاء التحالف والمجتمع المدني وفاعلين في مجال عمل التحالف وأكاديميين وشباب وطلبة.
وتتوخى هذه التظاهرة العالمية، التي تحضرها ثلة من الشخصيات رفيعة المستوى من بينها وزراء وبرلمانيون ودبلوماسيون وقيادات دينية، تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المجتمعات والثقافات والحضارات ومد الجسور من أجل توحيد الشعوب، بعيدا عن اختلافاتهم الثقافية أو الدينية، وذلك من خلال تطوير سلسلة من الإجراءات الملموسة الهادفة إلى تجنب الصراعات وبناء السلام.