انطلقت أمس الثلاثاء 09 يناير الجاري في فرنسا محاكمة 6 جزائريين، بتهم عديدة من بينها الاتجار في البشر وتجارة المخدرات، وذلك لتكوينهم عصابة كانت تعتمد في عملها على تعليم أطفال، مغاربة الجنسية، إدمان أنواع خطيرة من المخدرات.
ويروم هؤلاء من وراء فعلهم الشنيع ،أن يسهل عليهم “تجنيدهم”، كما وصفت الأمر النيابة العامة الفرنسية، ثم توجيههم لأعمال السرقة.
وحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية AFP فإن الأمر يتعلق بـ6 أشخاص يحملون الجنسية الجزائرية تتراوح أعمارهم ما بين 23 و30 سنة،، كانوا يستهدفون الأطفال المغاربة غير المصحوبين بذويهم، والذين وصلوا إلى فرنسا بشكل غير نظامي، حيث يدفعونهم لإدمان المخدرات قبل توجيههم لعمليات السرقية، وبلغ عدد ضحاياهم من القاصرين 12 شخصا.
ويتابع الجزائريون الستة بتهم تتعلق بالاتجار في البشر وتجارة المخدرات وحيازتها، وحيازة أشياء مسروقة، وجميعهم يتابعون في حالة اعتقال،.
كما يحاكم شخص سابع في حالة سراح بتهم تتعلق بتجارة المخدرات وحيازتها وحيازة المسروقات دون الاتجار في البشر، وهي الجرائم التي تورطوا فيها سنتي 2021 و2022.
وقد تم تأجيل المحاكمة التي كان من المفترض أن تنطلق شهر دجنبر الماضي بسبب خطأ في الإجراءات، وغاب الأطفال المغاربة عن جلسة المحاكمة بسبب مخاوف من تعرضهم لـ”أعمال انتقامية”، في حين حضرت مسؤولة منتدبة عنهم إلى جانب محاميهم، على أن يتم عرض شهادة أحدهم عبر الفيديو، إلى جانب صور تظهرهم خلال توقيفهم بتهمة السرقة.
وصرحت قاضية الجلسة الأولى أن القاصرين لديهم جميعا المسار نفسه تقريبا، مضيفة “الأمر معقد جدا، يمكننا أن نفهم أنهم محظوظون لأنهم ما زالوا على قيد الحياة”، في إشارة إلى المخدرات القوية التي كانوا يتعاطونها.
و أكد رئيس جمعية تعتني بالضحايا أن العصابة استغلت حارة التشرد التي كانوا يعيشونها في باريس، لتعطيهم مخدرات بالمجان في البداية، قبل أن تجبرهم على ارتكاب أعمال إجرامية.
ونقلت القاضية شهادة لطفل مغربي طلب المتهمون منه أن يتناول جرعات من المخدرات، قائلين إنها “مفيدة له”، في حين أورد آخر أنه تناول المخدرات وهو يظن أن الأمر يتعلق بأودوية، كما قُدمت له الحكول أيضا، ثم أجبروه على السرقة وإلا سيتعرض للضرب، ثم أصبحوا يقدمون لهم المخدرات والسجائر مقابل المسروقات.
وكانت النيابة العامة في باريس، قد كشفت، في أكتوبر الماضي، أن أعمار الضحايا تتراوح ما بين 8 و16 سنة، وقالت إن المتهمين الجزائريين كانوا يقدمون لهم مخدر “ريفوتريل” مجانا، ليسهل عليهم توجيههم لسرقة السياح الفرنسيين والأجانب الذين يزورون المعالم المعروفة في باريس، كما يدفعونهم أحيانا لارتكاب أعمال عنيفة.
وأفادت النيابة العامة الفرنسية أن الضحايا كانوا يجمعون بين عقاري المؤثرات العقلية “ريفوتريل” و”ليريكا” وهو ما يتسبب في “تفكك تام بين جسم المستهلكين الشباب وعقولهم”.