إستمتع جمهور المسرح الوطني محمد الخامس، مساء أمس الخميس، بعروض موسيقية متميزة لفنانين موهوبين قدموا من آفاق مختلفة، في إطار الدورة ال11 لمهرجان فيزا فور ميوزيك.
و أخذت هذه العروض الفنية، جمهور المهرجان في رحلة إلى عوالم موسيقية غير مسبوقة، مزجت بين التراث و الحداثة، لتسلط الضوء على غنى و تنوع التراث الموسيقي الذي تنتمي إليه.
و هكذا، قدمت الفنانة كارينا غوميز، عروضا حرصت من خلالها على المزج بين الجاز و السول، لتنقل التراث الموسيقي لبلادها غينيا بيساو بشكل متميز، مع إضفاء لمسات عصرية عليه.
و بحضور آسر على خشبة المسرح، قدمت هذه الفنانة متعددة المواهب للجمهور مقطوعات غنائية مفعمة بالكثير من رسائل الأمل، بلغة الكريول غينيا بيساو، لتتبث مرة أخرى أن الموسيقى لغة عالمية قادرة على تجاوز الحدود الثقافية.
و أعربت غوميز في تصريح للصحافة عن سعادتها بالمشاركة في هذه الدورة و الغناء أمام جمهور متعطش للفن و الثقافة، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تشارك فيها في مهرجان فيزا فور ميوزيك “الذي يمثل فرصة سانحة لتعريف جمهور أكبر بأعمالها الفنية”.
بعد ذلك، واصلت المغنية الإيفوارية عائشة تراوري قيادة هذه الرحلة الموسيقية بأداء فني جميل يحتفي بالموسيقى الإفريقية بكل تنوعها.
و لفتت هذه الفنانة التي قدمت عرضها بزيها الإيفواري التقليدي، الإنتباه بطاقتها المفعمة، و بدت كل نغمة من نغمات صوتها القوي، و كأنها إحتفاء بالغنى الثقافي و الموسيقي الذي تزخر به القارة الإفريقية.
و شاركت المجموعة الموسيقية الإيطالية “إنزو فافاتا-ذا كروسينغ” “Enzo Favata – The Crossing” في هذه الأمسية الموسيقية، و أمتعت الجمهور بأداء إيقاعي مزج ببراعة بين التأثيرات المتوسطية و النغمات المعاصرة لموسيقى الجاز و أصناف أخرى من موسيقى العالم.
و قدمت المجموعة بقيادة عازف السكسوفون إنزو فافاتا أداء مبهرا، حيث جسدت كل مقطوعة إتقانا متميزا على المستوى الفني و إنسجاما ملحوظا.
و إختتمت هذه الأمسية بمشاركة الفنان نومفوسي “Nomfusi”، من جنوب إفريقيا الذي ألهب حماس الحاضرين بأداء أفضل أغانيه، و بقوة حضوره عل
و تعد الدورة الحادية عشرة لمهرجان “فيزا فور ميوزيك”، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، (من 20 إلى 23 نونبر الجاري)، من أبرز المواعيد الموسيقية بإفريقيا و الشرق أوسط، باحتضانه لأكثر من 1000 من مهنيي الصناعة الموسيقية و أكثر من 500 فنان أتوا من مختلف أنحاء العالم.
يذكر أن هذا المهرجان الذي تأسس سنة 2014 بمبادرة من مؤسسة آنيا الثقافية، يعد ملتقى حقيقيا للفاعلين في الساحة الموسيقية، إذ يقترح برنامجا متنوعا يتلاءم مع تطلعات عشاق الموسيقى من خلال لقاءات وعروض موسيقية حية و ندوات وورشات عمل موزعة على مواقع مختلفة بمدينة الرباط.